عادة ما تطبخ القرارات الكبرى والمصيرية على نار هادئة، إلا أن الوضع يتغير عندما يتعلق الأمر بملف إسناد شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لدولة معينة، حيث تشتعل الأروقة حركة وتتحرك الهواتف وتكثر المواعيد والصفقات والاتفاقيات التي غالبا ما ترجح كفة طرف على آخر بطرق غالبا ما تكون بعيدة عن الطابع الرياضي. "هسبورت" توصلت بمعطيات دقيقة تؤكد دعوة نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لرؤساء ستة اتحادات كروية أوروبية، و20 اتحادا آسيويا لمأدبة إفطار على شرف المملكة، وذلك بتوصية من تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة بالسعودية، والذي أبى إلا أن يلعب دور "الوسيط" و"سمسار" أصوات الملف الثلاثي للولايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك. وأكدت مصادر "هسبورت" أن الجلسة، التي عقدت بفندق "فورسيزن" الذي يملكه الأمير السعودي الوليد ابن طلال، في قلب مدينة موسكو الروسية، مع رؤساء هذه الاتحادات هي الثانية من نوعها منذ وصول بعثات الاتحادات الكروية العالمية إلى موسكو تأهبا للمشاركة في مؤتمر "فيفا"، غذا الأربعاء، بغرض استمالة أصوات جديدة للتصويت للملف الثلاثي وترجيح كفته خلال اقتراع يوم غد. من جهة أخرى تلعب فرنسا دورا مهما في إقناع أصوات أوروبية عديدة من أجل التصويت لصالح الملف المغربي، حيث تتحرك في الاتجاه المعاكس للمملكة العربية السعودية، بهدف إحداث توازن على مستوى الأصوات أو ترجيح الملف المغربي في القارة الأوروبية من أجل تسجيل تقدم على الملف الثلاثي. ويبدو أن لغة "المصالح" ستكون الفيصل في تحديد هوية محتضن نهائيات كأس العالم 2026، وهو ما يفسر تحيز جياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، للملف الثلاثي من أجل حصد عائدات مالية مضاعفة، وكذا انصياع بعض الدول لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاقتصادية والسياسية. ويقرر 207 اتحادا كرويا، صباح غد الأربعاء، في الدولة أو الدول المستضيفة لكأس العالم 2026، حيث سيحدد الاقتراع "العلني" بموسكو الفائز بين الملفين المتنافسين، بعد أن تجاوزا مرحلة تنقيط لجنة التقييم "تاسك فورس"، و"محكمة" المجلس الإداري لفيفا، الذي عقد الأحد الماضي، ما يجعل كل الأمور معلقة إلى حين الإعلان بشكل رسمي على الشاشة العملاقة لمقر المؤتمر عن هوية الملف المحظوظ باستقبال أول نسخة للمونديال ب 48 منتخبا.