قبيل أقل من شهر من المشاركة الرابعة للمنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، يبدو أن تجربة "مونديال1994" بالولايات المتحدةالأمريكية تركت الانطباع السلبي الأكبر، حيث اجتمعت عدة عوامل خارجية لكي لا يظهر "الأسود" بالصورة التي كانت ينتظرها المتتبع المغربي. قابلنا ناصر عبد الله، أحد العناصر الأساسية في تشكيلة المنتخب الوطني التي خاضت دورة1994، حيث كشف في حوار مع "هسبورت" (ينشر لاحقا)، عن بعض مسببات الإخفاق، بالرغم من إقراره بأن ذلك الجيل من اللاعبين كان يستحق الأفضل، لولا تداخل المسؤولين القائمين على الشأن الكروي حينها في ما هو تقني، بداية باستبدال المدرب عبد الخالق اللوزاني بالراحل عبد الاله بليندة، إلى غاية التحكم في تشكيلة "الأسود" خلال مباريات "المونديال". ناصر، الظهير الأيمن المغربي، الذي خاض أول مباراة "دولية" له رفقة المنتخب سنة1989، قال في حديثه للجريدة إن فترة الإعداد ل_"مونديال94"، انطلقت قبل ثلاث سنوات، حيث تكونت نواة المنتخب من لاعبي فريق الوداد البيضاوي المتوج باللقب القاري لسنة 1992، بالإضافة إلى لاعبي الكوكب المراكشي والجيش الملكي، كما كان أول لاعب محترف ينضم للمجموعة. بعد تحقيق التأهل إلى "المونديال" عبر تلك المباراة التاريخية أمام المنتخب الزامبي، تابع اللاعب الدولي المغربي السابق، قائلا "عندما أعلن عن اللائحة النهائية للمنتخب المغربي، تغيرت معطيات عدة، فلم يتم استدعاء بعض اللاعبين البارزين على غرار فرتوت، أبرامي، لكراوي وآخرين فيما تم استدعاء البعض ممن لم يخض ولو مباراة واحدة، على غرار كشلول، التريكي، الحداوي..". 19 يونيو 1994، كانت مناسبة للظهور الافتتاحي للمنتخب الوطني، من خلال مواجهة المنتخب البلجيكي في "أورلاندو"، وهي المباراة التي شارك فيها ناصر عبد الله كلاعب رسمي، الأخير يستحضر تفاصيل ما بعد صافرة الحكم النهائية، بالقول "بالرغم من الهزيمة، كانت المباراة الأولى مع بلجيكا ممتازة، حيث قدمنا أداء جيد واستحوذنا على نسبة امتلاك الكرة". وزاد قائلا "داخل مستودع الملابس، كان الرضا يطبع محيا جميع اللاعبين على الأداء المقدم، حيث كنا عازمين أننا سنسافر إلى نيويورك من أجل تحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب السعودي"، مردفا "لكن، كما يعلم الجميع فمعالم التشكيلة الأساسية تغيرت بين المباراة الأولى والثانية، حيث تغير أزيد من أربع لاعبين وانهزمنا بسبب بعض الأخطاء الفردية". وختم ناصر، قائلا "لا يتحمل اللاعبون مسؤولية الفشل في مونديال 1994، وانما للمسؤولين المتدخلين في التشكيلة والوكلاء نصيب مهم"، مضيفا "يجب أن يتم اختيار أفضل 23 لاعبا من أجل المشاركة في كأس العالم، في دورة 94، 12 لاعبا كانوا يستحقون اللعب في المونديال، وفي الإحدى عشر إسما الذي انضافت، يمكن اعتبار إسم وإسمين فقط ممن يستحقون حمل القميص الوطني". ناصر عبد الله، الذي يتوفر على أزيد من 14 مباراة دولية، قضى أغلب فترات تجربته الاحترافية في الدوري البلجيكي، عبر أندية (مالينس، بورنيم، لوميلسي، سيركل بروج، فاريغيم)، ثم التحق لفترة قصيرة بنادي "ديبورتيفو أورينسي" الإسباني، قبل أن يعرج على الوجهة الهولندية من خلال ناديي "دين بوش" و"تيلستار"، ليعود إلى المغرب رفقة فريق الكوكب المراكشي منذ سنة 1999إلى غاية 2003، قبل أن ينهي مسيرته الكروية في بلجيكا.