في الوقت الذي حقق فيه منير المحمدي، الحارس الأول للمنتخب الوطني المغربي، إنجازا فريدا، بحفاظه على نظافة شباك "أسود الأطلس" في الدور التصفوي الأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم 2018، إذ لم تلج مرمى المنتخب أي إصابة طيلة 6 مباريات أمام منتخبات جيدة من حجم الكوت ديفوار، مالي والغابون، كان ياسين بونو، الحارس الثاني للفريق الوطني، يشق مسارا جيدا رفقة نادي خيرونا في دوري الدرجة الأولى الإسباني، واضعا بتألقه الحارس المخضرم غوركا إرايزوز على دكة البدلاء. وضعية الحارسين المتناقضة رفقة فريقيها الإسبانيين، فتحت المجال أمام عديد التكهنات والتصورات، حول هوية الأحق والأجدر بحراسة "عرين الأسود" في كأس العالم، التي يشارك فيها لأول منذ 20 سنة، فالمحمدي، كان واحدا من أسباب التألق بعد أن قاد عن جدارة دفاع الأسود لصد هجمات المنتخبات المنافسة، في حين سجل بونو أحد أفضل مواسمه في "الليغا"، وبشهادة العارفين والنقاد. المستوى الثابت وثقة رونار من بين التفاصيل التي تمنح تفوقا لمنير المحمدي، اللاعب الهادئ والصامت، في صفوف "الأسود"، ظهوره بمستوى ثابت منذ انطلاق تجربته مع المنتخب في عهد المدرب السابق بادو الزاكي، إذ وبالرغم من تنافسيته المتواضعة في وقت سابق رفقة فريقه إلا أنه كان حازما في خط المرمى، متزنا وقليل الأخطاء. من يتابع تفاصيل معسكرات ومباريات الفريق الوطني المغربي رفقة الناخب هيرفي رونار، يعلم أن المدرب الفرنسي، يميل أكثر للاستقرار والعمل رفقة مجموعة محددة ويمنحها فرصا أكثر من غيرها، مما دفعه لتجديد الثقة في المحمدي في أكثر من مناسبة رغم قلة تنافسيته، وحتى مع لاعبين آخرين أمثال مروان دا كوستا، حمزة منديل ويوسف النصيري في وقت سابق. المحمدي، 29 سنة، خاض مباراة واحدة فقط في دوري الدرجة الثانية الإسباني رفقة نومانسيا، مقابل 5 مباريات في كأس الملك، حيث لم يستطع الحارس المغربي كسب الرسمية طيلة الموسم أمام الحارس الإسباني أيتور فيرنانديز، وهو ما دفع المحمدي إلى التفكير في تغيير الأجواء والبحث عن تجربة جديدة وبدقائق لعب أكثر. مرحلة النضج والمستوى العالي اشتغل وتعب كثيرا من أجل انتزاع رسميته في عالم الاحتراف بعد سنوات عاش فيها مدا وجزرا بين الفريق الأول والثاني لأتلتيكو مدريد وريال سرقسطة الإسبانيين، شارك في مباريات وغاب عن أخرى، كسب الرسمية في فترات رفقة سرقسطة في الدرجة الثانية قبل أن يعود للغياب، ثم انتفض مع خيرونا، الذي بصم على موسم ممتاز بالنظر لإمكانياته المحدودة مقارنة مع أندية إسبانية أخرى. ياسين بونو، قدم موسما محترما مع خيرونا، حيث خاض 29 مباراة في "الليغا" هذا الموسم، حافظ في 9 منها على شباكه نظيفة وحقق معدل صد تجاوز 3 في المباراة الواحدة، ولعب مباراة وحدة في كأس الملك من أصل 2، بينما ظل طيلة المرحلة السابقة حارسا ثانيا للفريق الوطني، وأظهر إمكانيات محترمة في المباريات القليلة التي حمل فيها القميص أساسيا. هذا ويستبعد متابعون اعتماد هيرفي رونار على ياسين بونو أساسيا في "مونديال" روسيا رغم موسمه المتميز، مرجعين ذلك إلى صعوبة الإقدام على خيار من هذا الحجم قبل أيام قليلة من انطلاق العرس الكروي العالمي، في وقت يعتبر آخرون أنه الوقت المناسب من أجل منح الثقة للحارس بونو واستبعاد فرضية ارتكاب أخطاء ناجمة عن نقص التنافسية لدى المحمدي.