يَبدو أن خطابات النزاهة والشفافية التي تغنّى بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، منذ تربّعه على عرش الجهاز الكروي، خلفا لجوزيف بلاتر، ليست سوى ضرب من الحملات الانتخابية الصالحة لكل زمان ومكان، ذلك على الأقل ما بينته مواقف الرجل مع اقتراب انتهاء ولايته على رأس "الفيفا"، وبداية تحضيره للظفر بولاية جديدة. وربطت صحيفة "أندبندنت" البريطانية، التحرّكات الأخيرة لإنفانتينو، لاسيما في ما يتعلق بمجموعة من القرارات والمواقف الخاصة بكأس العالم، بحملته الانتخابية للظفر بولاية ثانية على رأس الاتحاد الدولي، ومطامع في نيل التمويل الخاص بمجموعة من المسابقات، والتي تتجاوز سقف البلايين. وأشارت الصحيفة إلى أن جياني إنفانتينو يفضّل ملف "يونايتد" المشترك بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا والمكسيك، لتنظيم كأس العالم 2026 على نظيره المغربي. ومن جهة أخرى، قال يحيى سعيدي، الباحث في القوانين الرياضية، في تصريح ل"هسبورت" إن الهاجس المادي يظل المتحكّم الأول في مصير مونديال 2026 مردفا "هذا أمر محسوم فيه، فالهاجس كان ومازال العنصر المتحكّم في فيفا، وباقي الأجهزة الرياضية الكبرى..". وتساءل سعيدي عن سبب استعجال جياني إنفانتينو في الإعلان عن الفائز بشرف تنظيم كأس العالم 2026 وتقليص مدّة الترشح من 4 سنوات إلى 10 أشهر، حيث كان منتظرا إعلان البلد المنظّم حتى ماي 2020، مردفا "هل لجياني مخاوف من أن لا يعاد انتخابه في المؤتمر الانتخابي ل"فيفا" ماي 2019 لولاية ثانية، قبل أن يضمن منح الملف الأمريكي شرف تنظيم المونديال، إذا ما اعتبرنا أن أمريكا هي المدعم الرئيسي لإنفانتينو الذي تستطيع الإبقاء عليه رئيسا لاتحاد كرة القدم؟".