فِي 26 فبراير 2016.. استبشر العالم خيرا، بقدوم رئيس جديد لتسيير الاتحاد الدولي لكرة القدم، أعلى هيئة وصية على المستديرة، بعد حقبة من "الفساد" و"الظلم"، كان بطلها الرئيس السابق بلاتر، ووعد جياني أنفانتينو الذي حصل على 115 صوتا، باستعادة سمعة "الفيفا"، ومصداقيتها التي فقدت منذ فترة طويلة، بسبب الفضائح وأعمال الفساد التي شهدتها الحقبة السابقة. المملكة المغربية، كانت أول المستبشرين بقدوم الرئيس جياني إنفانتينو، الذي بدا وكأنه سيغيّر مجموعة من الأمور داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسيعيد للمغرب حقه، بعد مؤامرات عدّة عاشها خلال ترشحه لاحتضان نهائيات كأس العالم، آخرها تعود إلى سنة 2010، حين تم منحها لجنوب إفريقيا، بسبب استمالة المسؤولين الجنوب إفريقيين لأصوات بعض مسؤولي "فيفا" عبر تقديم رشاوى سنة 2004، وكذا ضغط الرئيس السابق للاتحاد الدولي سيب بلاتر، من أجل تنظيم الدورة في جنوب القارة بدل شمالها الغربي، حسب تأكيدات لمسؤولين مغاربة. وعود التغيير أغرت مسؤولي المملكة المغربية، ليقرّروا العودة إلى سباق المنافسة على الظفر بشرف احتضان كأس العالم للمرة الخامسة، معتقدين أن الرئيس الحالي جياني إنفانتينو سيطبّق مبدأ الشفافية والمصداقية، من خلال منح حق اختيار البلد المستضيف، للاتحادات الكروية، من خلال التصويت، بعيدا عن تدخّل جهاز "الفيفا". بعد عمل كبير وتحضيرات جادة من قبل لجنة ترشّح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، فوجئ العالم بأسره من التغيير الذي طرأ ساعات قبل إيداع الملف المغربي، ومن خلال اعتماد معايير " TASK FORCE"، التي تم إحداثها للتنقيط والتأهيل التقني لملفي "المونديال"، أو ربما للإطاحة بالملف المغربي قبل بلوغ مرحلة التصويت، في يونيو المقبل بعد تأكّد قدرة المغرب على خلق المفاجأة. تغيير يؤكّد بالملموس تراجع الرئيس وهيئته الكروية عن مبدئه الأساسي، ويكشف نيته لمنح شرف تنظيم المونديال للملف الثلاثي بقيادة أمريكا، ضاربا عرض الحائط خطاباته ووعوده السابقة، ليعود إلى النظام السابق من خلال اعتماده معايير "TASK FORCE"، رافضا ترك المنافسة إلى غاية 13 يونيو، التي ستعرف تصويت الاتحادات الكروية. الولاياتالأمريكية دخلت في عملية إغراء الاتحاد الدولي لكرة القدم، من خلال التأكيد لها على أن النقل التلفزي وحده ستجني من ورائه مبلغ 300 مليون دولار، المبلغ الذي أسال لعاب "الفيفا"، وهو ما يظهر الوجه الآخر لإنفانتينو، الذي يبدو وأنه يسير على خطى سابقه بلاتر.