مَنح الناخب الوطني هيرفي رونار، دكة الاحتياط المغربية فرصة إبراز مؤهّلاتها خلال مباراة أوزبكستان الودية، والتي عرفت فوز "الأسود" بهدفين نظيفين، في المباراة التي احتضنها مركب محمد الخامس في الدارالبيضاء مساء أمس الثلاثاء. رونار أعطى الفرصة لغالبية الأسماء التي نادى عليها في لائحته لوديتي صربيا وأوزبكستان، لقياس مدى جاهزية جميع العناصر، مع الإبقاء على أهم اللاعبين احتياطيين هذه المرة بعد مجهود بدني كبير استنزف في أولى الوديات التي انتهت بانتصار على ''النسور البيضاء" من قلب تورينو الإيطالية. التشكيلة الأساسية التي واجهت أوزبكستان أمس، أكّدت أن "الثعلب" ديمقراطي في خياراته، حيث جرّب جميع اللاعبين باستثناء بدر بانون، مدافع الرجاء البيضاوي، بسبب إصابة تعرّض لها، فيما عاد زكرياء لبيض إلى الواجهة بعد "فرصة العمر"، إلى جانب المهاجمين أيوب الكعبي ووليد أزارو في أول ظهور لهما مع المنتخب الأول منذ مدّة، فيما يعيش المدافع وليد الحجام لأول مرة تجربة اللعب أمام جماهير "كازابلانكا". التكناوتي يعوّض المحمدي دون أخطاء شارك رضا التغناوتي بديلا للحارس منير المحمدي في الشوط الثاني من مباراة "الذئاب البيضاء"، وحافظ على نظافة شباكه دون تلقي أي هدف، كما أن معظم خرجاته كانت صحيحة ودون أخطاء. ثنائية داكوستا وسايس يلزمها الوقت والناهيري قيد التجريب فضّل رونار أن يجرّب ثنائية جديدة في المنتخب في حالة وقوع أي مفاجأة، حيث اعتمد على مروان داكوستا وغانم سايس في قلب الدفاع، وأراد من خلال ذلك أن يلمس مدى قدرة اللاعبين على اللعب سويا لتشكيل ثنائي من الممكن أن تفرضه الأقدار، ورغم الأخطاء العديدة التي ارتكبت بتضييع كرات سهلة، إلا أن مدافع "إسطنبول باشاك شهير" سجّل هدفا شفع له لكي يكون من بين المعوّل عليهم مستقبلا في هذا المركز، مع الصبر قليلا على هذين اللاعبين حتى ينسجما بشكل أحسن. منذ مدة لم يلعب محمد الناهيري في مركزه مدافعا صريحا، لكنه عاد لشغل هذه المهمة بعدما دخل بديلا لسايس المصاب، ولم يحسب له أن قام بخطأ مباشر وأنهى مشاركته لدقائق دون أن يسجّل فيها أوزبكستان أي هدف. الحجام.. مجهود بدني كبير وقلة تجربة من الممكن أن نقدّر المجهود الكبير لوليد الحجام في مركز المدافع الأيمن، فاللاعب يتعرّف على أسلوب لعب المنتخب لأول مرة، ومن غير المنطقي الحكم على ما قدّمه في مباراة وحيدة، رغم أن عملا كبيرا ينقصه لوجود منافس قوي ومجرّب في مركزه، وهو نبيل درار، الذي لن يثق رونار إلا في عطائه في كأس العالم. فجر تائه في وسط الميدان وأمرابط مكسب للمنتخب وحارث "فنان" غاب فيصل فجر الحقيقي الذي تعرّف عليه المغاربة في تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا الماضية، حيث ظهر تائها في وسط الميدان وضيّع كرات عديدة كاد بها أن يتسبّب في أهداف للخصم، وفي وقت من الأوقات، اتّضح أنه يريد مغادرة الملعب لإحساسه بأن ما يقوم به لا يعكس مستواه الحقيقي. سفيان أمرابط وبعد أن خطفته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من الاتحاد الهولندي، أكد على أنه يستحق اللغط الإعلامي الذي رافقه، وأعطى مؤشّرات قوية أن مستقبله مشرق في وسط الميدان المغربي، وله كل الإمكانيات لخطف مكان مع "الأسود" في قادم السنوات. يبدو أن أمين حارث قدّر ثقة رونار بعد إشراكه رسميا في هذه المباراة، فاللاعب بدا وكأنه "مايسترو" لجوقة موسيقية يطرب بها جماهيره ويمتع بها الحاضرين من خلال لمساته الفنية التي تفاعل معها البيضاويون وتمريراته الدقيقة، وأبان عن علو كعبه رغم سنه الصغير، وسيكون له شأن كبير مستقبل مع المنتخب. لبيض لم يستغل فرصته وبامو مكسب جديد وبوفال "موهوب" لم يقنع زكرياء لبيض الجمهور المغربي في ظهوره الأول بقميص المنتخب منذ سنوات، فالجميع انتظر أن يبهر ويقنع بسرعته في الأروقة، إلا أنه لم يدخل في خطة المدرب بشكل مثالي، في حين قام ياسين بامو بما عليه للعبه في غير مركزه مهاجم ثانيا وراء أبوب الكعبي، وناور من كل الجهات وأداؤه استحسنه الجمهور بشكل جيد. تجاوب سفيان بوفال مع ما يعشقه "البيضاويون"، فسرعته الجيدة وانسلالاته المتميّزة ومراوغاته الفريدة ألهبت حماس الحاضرين، وكاد في أكثر من مرّة أن يسجل أهدافا إضافية، إلا أن حارس الخصم كان له رأي آخر، لكن بوفال أدى بشكل جيّد على العموم. الكعبي يزأر من جديد وأزارو يقاتل من أجل المونديال لم يفوّت أيوب الكعبي فرصة التأكيد على أنه قناص وهداف بالفطرة بعد بزوغ نجمه في الملعب نفسه في كأس إفريقيا للمحليين، وعاد من جديد للتسجيل في شباك اعتاد على هزّها، مباغتا الجميع بهدف مبكّر أكد به جاهزيته للذهاب إلى روسيا الصيف المقبل ولو احتياطيا، وهي نفس آمال المهاجم وليد أزارو، البديل الذي تحرّك بشكل حسن، وبذل مجهودا محترما بتحرّكاته في منطقة العمليات دون أن يتمكّن من التسجيل.