اعتاد الجمهور البيضاوي قبل أيام على الديربي الذي ينتظرونه بشغف كيفما كانت وضعية الرجاء أو الوداد، على ذكر كلمات من قبيل "كومبين"، "مسرحية"، "مابغيناش التعادل"، تعطشاً وشوقاً لديربيات خلت كانت تمتع المنهزم قبل أن ينتشي بها المنتصر، مغلبين سمعة الكرة البيضاوية على كل تفصيل آخر. ديربي زمان مكانش فيه "الكومبين" قال عبد اللطيف بنيني، لاعب سابق لفريق الرجاء البيضاوي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إن "الكومبين أو المسرحية.." تعليقات لم يكن يسمعها في الفترة التي كان يزاول فيها للرجاء البيضاوي، مشيراً إلى أنه رغم أن مجموعة من الديربيات التي لعبها وانتهت متعادلة، إلا أن الجمهور آنذاك لم يكن يشكك في مصداقية اللعب. وأوضح بنيني في حديثه ل"هسبريس الرياضية" أن الضغط الرهيب الذي يرافق مباراة الديربي، خاصةً وأن الحضور الجماهيري تكاثف بشكل كبير في السنوات الأخيرة، والمتابعة الإعلامية التي يحظى بها الديربي من مختلف بقاع العالم، وحساسية المباراة نفسها، كلها عوامل تؤثر على أداء اللاعبين الذين يقدمون في الغالب مستوى أقل من المعهود في باقي المباريات، وحين تنتهي النتيجة بالتعادل، يستنتج الجمهور أن هناك اتفاقاً مسبقاً بين الطرفين للخروج من الديربي بلا غالب ولا مغلوب. وأضاف المتحدث نفسه، "في بعض المناسبات، أجد لمثل هذه التعاليق ما يبررها لدى الجمهور، فعندما يضيع رأس حربة رجاوي أو ودادي كرة سهلة "راسو راس البوطو" مفوتاً على فريقه فرصة حقيقية للتقدم في المباراة..، لكن في قراراة نفسي، أومن بأنه لا وجود في الواقع لهذه الأشياء في الديربي"، يقول بنيني، مردفاً أنه يلتقي بلاعبي الرجاء من الجيل الحالي، ويتحدثون عن الديربيات، ولم يحدث أن اعترف له أي منهم بأن تعادلاً ما كان متفقاً عليه مسبقاً مع الخصم. رجاويون: الديربي مسرحية لكن ليس السبت.. وليد، أيوب، سيمو، أمين وآخرون، رجاويون يقرون بصحة اتهاماتهم لمسؤولي الناديين الأخضر والأحمر، وبتواطؤ مع أجهزة الأمن والجامعة القاضية بفرض نتيجة التعادل على المباراة قبل بدئها، مؤكدين أن الديربي في نظرهم بات مسرحية تحبك خيوطها في الخفاء ونتيجته معروفة قبل حتى معرفة تاريخ المباراة، مبدين عدم رضاهم عن هذه الظاهرة التي تستفزهم، لأنهم، يقولون، نحضر إلى الديربي لمشاهدة طبق كروي حقيقي، وليس لحضور مسرحية حفظنا سيناريوها عن ظهر قلب. نفس المتحدثون أجمعوا على أن السبت المقبل سيكون ديربي استثنائي نظراً لوضعية الرجاء الحالية، نتيجة المغرب التطواني أمام الجيش الملكي أمس، والتي جعلت من منافسة الرجاء عن اللقب أو الوصافة حلم مشروع وقابل للتحقق إذا ما تم تحقيق الفوز في الديربي. من جهة أخرى، أبدا آخرون ثقتهم في أن "الكومبين" سيكون عنواناً لديربي السبت، مشيرين إلى أنه لا داعي لتوقع نتيجة أخرى وإيهام البعض بفوز الرجاء على الوداد أو العكس، لأن التعادل سيكون سيد الموقف، لحل مشاكل عجزت الجهات المعنية عن إيجاد مخرج لها، أبرزها الشغب. ذكرى ديربي لن ينساها بنيني ما حيا..! عند سؤاله، غاص عبد اللطيف بنيني في حكايات عدة قبل أن يقرر الإرساء على إحداها، معتبراً إياها الذكرى الأجمل والتي لا زال يتجاوب مع تفاصيلها بكل جوارحه كل ما رجع بشريط الديربيات التي لعبها ستينيات وسبعنيات القرن الماضي والتي فاقت العشرون.. "كل الديربيات أتذكرها، لكن الديربي الأول في مسيرتي مع الرجاء، موسم 67-68، كان بنكهة خاصة، أولاً، لأنني كنت حينها لاعباً لشبان الرجاء، وأتيحت لي الفرصة آنذاك لخوض مقابلة الديربي مع الكبار، ثانياً، لأننا كسبنا المقابلة بثلاثة أهداف مقابل هدف، وسجلت منها هدفان وضمنت بها الرسمية مع الفريق الأول للرجاء، ومنها تمت المناداة علي لحمل القميص الوطني"، مردفاً "وعلاقةً بموضوع الكومبين الذي لم يكن مشاعاً كمفهوم في ديربيات زمان، فالديربي الذي لعبته لأول مرة وفزنا به كان بمثابة قطيعة لمسلسل دام لأربع سنوات من التعادلات السلبية في اللقاءات المباشرة بين الرجاء والوداد..".