تتواصل معاناة الأبطال "البارالمبيين" المغاربة من خلال اعتصامهم أمام وزارة الشباب والرياضة لمدة شهر، بسبب غياب حلول لمشاكل التوظيف الذي يطالبون به منذ سنوات، بعد الإنجازات والميداليات العالمية والبارالمبية في آخر الدورات. ويشتكي سبعة أبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة من سياسة "التسويف" التي طالتهم في السنوات الماضية، إذ توصلوا بوعود من قبل المسؤولين في وزارة الشبيبة والرياضة لتوظيفهم وعملهم بعد الحصول على ميداليات مهمة في الألعاب البارامبية، لكن "تعنت" البعض، وعدم فتح قنوات الحوار على الأقل لإسماع صوتهم ومطالبهم، فرض عليهم اللجوء إلى الإعتصام أمام مقر الوزارة، دون أن يكترث أحد بمطالبهم البسيطة. ويحكي عز الدين النويري، البطل البارالمبي في رياضة دفع الجلة معاناته ل"هسبورت"، إذ يبرز أن رفاقه ملوا من هذه الطريقة الغير لائقة في التعامل معهم من طرف الوزارة الوصية، وهم الآن لا يطالبون إلا بحقهم في التوظيف إسوة بالأبطال المغاربة الأسوياء لضمان عيش كريم، ولتحفيزهم على بذل مجهود مضاعف لإعلاء راية الوطن في المحافل الدولية، علما أن رغم هذه الوضعية، فالجميع يثابر ويواصل تدريباته بشكل مستمر لتحقيق ميداليات أخرى مستقبلا. ويضيف النويري أن الوزير الحالي، رشيد الطالبي العلمي، لم يحاول أخذ مشاكله وبقية المجموعة بعين الاعتبار، حتى إنه غلق جميع الأبواب في وجههة من أجل التواصل في هذا الموضوع، بخلاف الوزراء السابقين الذين على الأقل استقبلوا هؤلاء الأبطال، ووجدوا بعض الحلول على المدى القصير، لكن دون تمكينهم من الوظيفة التي اعتبروها من حقهم بعد سنوات من الممارسة والتتويج بالميداليات. ولم يخف ذات المصدر أنه توصل بطلبات من دول خليجية لتجنيسه سنة 2012، وبمقابل مادي يفوق بكثير ما يحصل عليه في المغرب، لكن حب الوطن والتعلق به جعله يرفض كل هذه العروض، وتمثيل بلده في مختلف المنافسات العالمية. وبدوره، قال محمد أمكون، البطل البارالمبي في سباق 400 متر (T13)، إن المطالب جد مشروعة وليست مطالب تعجيزية، بل فقط الاستفادة من التوظيف كباقي الأبطال البارالمبيين في الدول الأخرى، خصوصا وأن عدد الراغبين في الاستفادة من هذا الحق قليل جدا، ولا يتعدى سبعة أبطال يبذلون قصارى جهدهم من أجل الحصول على الألقاب العالمية والبارالمبية، ولهم طموحات أكبر في مواصلة ذلك في قادم الدورات، بشرط مساهمة المسؤولين في تحفيزهم عن طريق التوظيف. وإلى جانب أمكون والنويري، فالاعتصام يشارك فيها كل من ويخوض هذا الاعتصام المفتوح كل من البطل مهدي أفري، ويوسف بن براهيم و مريم النوري، طارق الزلزولي، والقديوي الادريسي عبد العالي.