تِلك ملامح الوجه الطفولي التي تخفي عنفوان شاب فخور بنفسه.. لفت إليه أنظار عالم المستديرة وهو يقود فريقه إلى كتابة فصل آخر من تاريخ مجده القاري.. هو أشرف بنشرقي، فتى الوداد البيضاوي الذي قاد "الأحمر" إلى بلوغ نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، مدونا اسمه ضمن هدافي المسابقة الأغلى قاريا للأندية، برصيد أربعة أهداف. رأى بنشرقي النور في 24 شتنبر 1994 في إحدى القرى في إقليمتازة، لكن طريق النجومية انطلقت عبر محطّة العاصمة العلمية فاس، هناك حيث أبرز أشرف مهارات في مداعبة الكرة وتميّز عن باقي رفاق جيله، ليستأثر باهتمام الأعين التقنية محليا، على رأسهم الإطار الوطني حسن بنعبيشة، الذي جعل من مهاجم "الماص" حلقة مهمّة في منظومة منتخب كان يحضّر آنذاك، لحجز تذكرة رحلة صيفية إلى "ريو 2016". حتى وإن كان بنشرقي قليل التواصل مع الإعلام، في كل مرة يهم فيها بمغادرة مستودع الملابس، يطلق العنان لابتسامة، يعتذر ثم يغادر في صمت.. إلا أنه أضحى في الآونة الأخيرة يتصدّر "المانشيت"، محليا بشكل طبيعي، وعالميا، بشكل استثنائي، إذ برز في الآونة الأخيرة سفيرا فوق العادة لدوري "تولون" الدولي لكرة القدم في فرنسا، حيث عنون موقعه الرسمي على الانترنيت، قبل يومين، بالبنط العريض "بنشرقي أمام أكبر تحد في مسيرته مع الوداد البيضاوي". استغل حساب "الفيفا" في تويتر، الخاص بنهائيات كأس العالم للشباب المقامة حاليا في دولة الهند، صورة أشرف بنشرقي، من أجل تحفيز الممارسين بنموذج لاعب شاب يتألّق مع فريقه قاريا، كما ارتأى منظمو دوري "تولون" تذكير الرأي العام الكروي، بأن مهاجم الوداد بدأ عزف سمفونية التألّق من مهرجانهم الكروي السنوي، حين توّج وصيف هدّاف نسخة 2015، رفقة المنتخب الأولمبي المغربي، حين بلغ الأخير المباراة النهائية. بعد أن اشتد ساعده مع فريقه المغرب الفاسي، حل بنشرقي إلى مدينة الدارالبيضاء، لكتابة صفحة أخرى في سجّل مساره الكروي، ولما لا صناعة مجد ضائع عن الفريف "الأحمر" منذ أن كان بنشرقي في سن الثانية.. هو إرث ثقيل يحمله اليوم أشرف على عاتقه، آمال المغاربة عامة معلّقة على بنشرقي من أجل هز شباك الأهلي المصري نادي "القرن"… بعد ربع قرن من هدف يوسف فرتوت في مرمى الهلال السوداني.