حول حارس أتلتيكو مدريد الإسباني، السلوفيني يان أوبلاك، إلى سد منيع، يحمي فريقه من الهزيمة في الليغا حتى الآن، لكن لم يتوقف الأمر عند هذا فقط . وبفوز أتلتيكو في الجولة الأخيرة من الليغا الأحد الماضي على سيلتا فيغو، بات الفريق المدريدي بلا هزيمة على مدار تسع جولات في الدوري المحلي، كما أنه لعب خارج أرضه محليا وأوروبيا ثماني مرات بلا هزيمة. وفي موسم كان أبرز ما في بدايته، اضطرار أتلتيكو للعب أول 3 مباريات خارج أرضه بسبب الانتهاء من أعمال انشاء ملعبه واندا ميتروبوليتانو، زار الروخي بلانكوس، ملاعب جيرونا ولاس بالماس وفالنسيا وروما بشكل متتالي، ثم سافر بعدها إلى بيلباو وليغانيس وباكو (أذربيجان) وفيغو. وتمكن الأتلتي في كل هذه الرحلات من انتزاع نقاط، حيث حقق ثلاثة انتصارات (ضد لاس بالماس وأتلتيك بيلباو وسيلتا)، وخمسة تعادلات (مع جيرونا وفالنسيا وروما وليغانيس وكارباكا". ولم يسبق لأتلتيكو أن راكم ثماني مباريات خارج دياره دون خسارة منذ موسم 1957-1958، وفقا لما ذكره النادي على موقعه الإلكتروني. وتمكن أوبلاك من إنقاذ فريقه أكثر من مرة وجلب النقاط له، في الوقت الذي يعاني فيه المهاجمون، حيث سجل كيفين جاميرو هدفا واحدا في سيلتا فيغو، بينما لم يهز فرناندو توريس وفييتو الشباك. ويعد أوبلاك صاحب أعلى معدل تصديات هذا الموسم في الليغا، فقد تصدى لست كرات أمام برشلونة واستقبل هدفا (1-1)، وتصدى لنفس العدد أمام بيلباو، وأربعة أمام جيرونا في المباراة التي انتهت بنتيجة 2-2، ومثلها أمام ملقا حينما فاز الأتلتي بهدف نظيف. ويضيف السلوفيني أربعة تصديات لهذا السجل في دوري الأبطال أمام روما وكارباكا في مباراتين انتهتا بالتعادل السلبي، وتلقى هدفا وحيدا في هزيمة النادي الوحيدة هذا الموسم في مختلف البطولات من تشيلسي الإنجليزي الذي فاز بنتيجة 1-2 في الوقت القاتل. وكان أوبلاك قد انتقل للأتلتي في موسم 2014-2015، ليتحمل مسؤولية تعويض البلجيكي تيبو كورتوا، وذلك بعدما دفع النادي المدريدي 16 مليون يورو للحصول عليه من بنفيكا البرتغالي، وكان عمره حينها 21 عاما. وتعرض اللاعب لتمزق عضلي في أغسطس 2014، مما أجّل مشاركته الأولى مع النادي حتى 16 شتنبر من العام نفسه، حينما تلقى ثلاثة أهداف من أوليمبياكوس في المباراة التي انتهت لصالح النادي اليوناني بنتيجة 3-2. وساهم المستوى الطيب للإسباني ميغل أنخيل مويا في بقاء أوبلاك على الدكة حتى بعد تعافيه، حتى جاء كأس الملك والذي لعب فيه ضد هوسبيتاليت وأيضا أمام ريال مدريد، حينما حافظ على نظافة شباكه في فوز فريق بهدفين في الذهاب، وتلقى هدفين في العودة بالمباراة التي انتهت بنتيجة 2-2. وكانت اللحظة الحاسمة بالنسبة إلى أوبلاك في 18 مارس 2015 على ملعب فيسينتي كالديرون، حينما أصيب مويا في الدقيقة 20 من إياب ثمن نهائي دوري الأبطال أمام باير ليفركوزن الألماني. وتمكن أوبلاك من التصدي لركلة الجزاء الأولى التي سددها هاكان تشالهان أوغلو، وهو الأمر الذي ساهم في عبور الفريق للدور التالي، والذي سقطوا فيه أمام ريال مدريد، رغما عن تصديات وتألق السلوفيني. وبداية من هذه اللحظة، تحول أوبلاك إلى بناء أسمنتي، بل سد منيع خلف دفاع الفريق المدريدي، حيث وصل إلى التتويج بجائزة زامورا لأفضل حارس عن موسم 2015-2016، بعدما عادل رقم الحارس باكو ليانيو القائم منذ موسم 1993-1994 بتلقي 18 هدفا في 38 مباراة. ولا تتوقف مواهب أوبلاك عند هذا فقط، فهو قادر على التحدث بخمس لغات وهي السلوفينية والإنجليزية والبرتغالية والإيطالية والإسبانية، لكن ستظل أهم موهبة دائمة له هي التصدي الرائع للكرات.