سَيكون فريق الوداد البيضاوي، السبت المقبل، على موعد مع التاريخ، عند مواجهته فريق اتحاد العاصمة الجزائري، في مركّب محمد الخامس في الدارالبيضاء، لحساب إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، أملا في اقتناص بطاقة العبور إلى المباراة النهائية للمرّة الثالثة في تاريخه، بعد أن خاض نهائي 1992 أمام الهلال السوداني وفاز باللقب، ولعب نهائي 2011، الذي خسره لصالح الترجي التونسي. ويَجد الوداد البيضاوي نفسه في موقف أفضل من السنة الفارطة، حيث كان ملزما بتسجيل "ريمونتادا" تاريخية في المغرب عقب الخسارة ذهابا برباعية نظيفة، حيث تمكّن من العودة بتعادل سلبي من قلب العاصمة الجزائرية نهاية شتنبر الماضي، وسيعمل على استثمار مجموعة من المفاتيح التي ستخدمه في لقاء العودة من أجل الإطاحة بال USMA وبلوغ المباراة النهائية لمقابلة إما نجم الساحل التونسي أو الأهلي المصري. دور الجمهور يُرتقب أن يكون الجمهور "الودادي" اللاعب رقم 12 في الفريق والعامل الأوّل في قيادة ناديه لتحقيق نتيجة إيجابية تعبر به إلى الدور الموالي، إذ ينتظر أن يسجّل الملعب يوم المباراة رقما قياسيا من حيث الحضور الجماهيري، الذي ينتظر اللقاء بشغف كبير ومنذ أيام عديدة. وأسهم الجمهور "الأحمر" في وصول الوداد إلى دور نصف النهائي من نسخة هذا العام في أكبر المنافسات القارية الخاصّة بالأندية، بعدما قاده للعودة من بعد خلال دور المجموعات، بتحقيق انتصارات حاسمة داخل الميدان، سهّلت عبور الفريق إلى ربع النهائي، قبل أن يكون الفريق في الموعد مجدّدا عبر إقصاء ماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي، حامل اللقب. الضغط العالي مِن بين الأشياء التي تحدّث عنها الإطار الوطني حسين عموتة، كثيرا قبل مواجهة السبت، هي ضرورة تسليط ضغط كبير على الفريق الخصم منذ انطلاق اللقاء، لا من الجماهير الغفيرة التي ستؤثّث جنبات الملعب، ولا من حيث الضغط على لاعبي اتحاد العاصمة في مناطقهم من أجل إجبارهم على ارتكاب أخطاء. ويرتقب أن يسهّل الضغط الذي سيسلّطه الجمهور على الفريق الضيف، على المدرّب فرض نهج تكتيكي معيّن، يبعد من خلاله الخطر عن مرماه ويوجّه اللعب بشكل مستمر إلى مرمى الحارس الجزائري، الذي يحتاج "الوداديون" إلى هز شباكه مرّة واحدة دون تلقي شباكهم أهدافا من أجل كسب بطاقة التأهل. هدف مُحرِّر وصول الفريق "الأحمر" إلى مرمى الجزائريين في أقرب فرصة، سيكون بمثابة "البلسم" على لاعبي ومدرّب الوداد، من أجل إزالة الضغط من على المجموعة ومناقشة باقي أطوار المباراة بطرق أكثر هدوءًا، على الرّغم من تأكيد عموتة على ضرورة عدم التسرّع وانتظار الهدف الذي قد لا يأتي حتى الدقيقة ال95. تخوّف جزائري يجمع الشارع الكروي الجزائري على صعوبة المباراة التي تنتظرهم خارج الميدان، خاصّة بعد عجزهم عن كسب تقدّم ولو طفيف خلال مباراة الذهاب التي أجريت على ملعب "5 جويلية" في العاصمة الجزائرية، إذ أبدى كثيرون تخوّفهم من الأجواء التي يتميّز بها ملعب محمد الخامس خلال المباريات، والتي لا تساعد "الضيوف" على التألّق. ورغم تأكيد بول بوت، المدرّب البلجيكي لاتحاد العاصمة، خلال تصريح سابق ل"هسبورت" على تعوّده اللعب في أجواء مماثلة، إلا أن انطباعات الجزائريين قبل لقاء الذهاب كانت تصب نحو ضرورة تحقيق فوز مريح ذهابا من أجل مواجهة ضغط الإياب بارتياح أكبر، وهو الأمر الذي لم يتحقّق. هدف شخصي يَبدو أن لاعبي الوداد البيضاوي لم يهضموا بعد الخسارة التي تجرّعوها الموسم الماضي برباعية نظيفة أمام الزمالك المصري، ثم اقترابهم من التأهّل خلال مباراة الإياب بعد الانتصار على الفريق المصري 2-5، حيث جعل اللاعبون من لقب هذه النسخة هدفا شخصيا لهم، إذ يشارك الفريق للعام الثاني على التوالي في هذه المنافسة.