انطلق العد العكسي للمباراة التي ستجمع الوداد البيضاوي بمضيفه، اتحاد العاصمة الجزائري، التي ستجرى اليوم على ملعب "5 جويلية"، لحساب ذهاب دور نصف النهائي من منافسات دوري أبطال إفريقيا، في ديربي مغاربي يتشارك فيه الفريقان الأطماع نفسها، ألا وهي ضمان نتيجة مطمئنة من أجل العبور إلى النهائي والمنافسة على الكأس. ويطمح رفاق ابراهيم النقاش لتسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرمى الفريق الجزائري وضمان نتيجة مطمئنة قبل مباراة العودة المرتقبة على أرضية ملعب محمد الخامس بعد حوالي 20 يومًا، الأمر الذي يتطلّب معه التسلّح بخمسة أشياء تجردها "هسبورت" في ما يلي. تَحصين الدّفاع لن يتجادل اثنان في مدى معاناة الفريق "الأحمر" على مستوى خطّه الخلفي، علمًا أن المشكل ليس حديث العهد إذ أن خط الدفاع ظل فترة ليست بالقصيرة صداعا في رأس أنصار الوداد البيضاوي، في غياب تام لأي ردة فعل من طرف المسؤولين لسد الخصاص الحاصل فيه خلال فترات الانتقالات. ويتعيّن على رفاق يوسف رابح، الذي تعرّض خلال الفترة الأخيرة لانتقادات كثيرة من طرف الأنصار، تحصين خط الدفاع ما أمكن وتفادي تلقي شباك زهير العروبي للأهداف، لتسهيل مأمورية الفريق للعبور إلى الدور النهائي وتفادي سيناريو الموسم الماضي. الفَعالية الهجوميّة لم يعد مقبولًا من خط هجوم الوداد البيضاوي الاكتفاء بخلق الفرص، بل ترجمتها بشكل مُلِحّ إلى أكبر عدد ممكن من الأهداف، أهداف يتدارك بها خسارة مباراة الذهاب ويؤمّن بها الفوز لأن العبور بالنسبة إلى النقاش والرفاق يبدأ من الجزائر العاصمة، خاصةً وأن "كابوس" الإقصاء المر من دور النصف في النسخة السابقة ما زالت تقض مضجع الوداديين، بسبب الطريقة التي جاء بها الخروج على يد الزمالك المصري آنذاك في مواجهتين من ذهاب وإياب لن ينساهما جمهور "الحمرا" سريعا. التنصّل من الضغط سيكون فريق اتحاد العاصمة مؤازرًا بعشرات الآلاف من جماهيره على أرضية ملعب" 5 جويلية"، الأمر الذي يجب أن يتعامل مع الفريق "الأحمر" بذلك دون استسلام لضغط "المسامعية"، مع العمل على تحويل "البريسنغ" المعنوي على أصحاب الأرض، وذلك بالسيطرة مبكرًا على وسط الميدان والاحتكار النافع للكرة؛ ومحاولة التقدّم لمرمى الخصم دون تهاون في تأمين الخط الخلفي. العَامل البدني من المفترض أن تكون المجموعة "الودادية" بقيادة الإطار الوطني، حسين عموتة، قد طوّرت من جاهزيتها البدنية نسبةً لما ظهر به الفريق في المباريات الأخيرة، عندما تسرّب العياء إلى أرجل اللاعبين أسرع من المعتاد، الأمر الذي يصعّب من مأمورية مناقشتهم لأطوار المواجهات التي يخوضونها تماشيًا مع خطّة المدرب. ويتعيّن على اللاعبين مجاراة المباراة أمام اتحاد العاصمة بذكاء، خاصةً وأن ملعب "5 جويلية" لن يكون في أحسن حالاته، وذلك من أجل هزم الفريق الخصم والتفوّق عليه في هذه النقطة ومحاولة استغلال ذلك، خاصةً في الدقائق الأخيرة من المواجهة التي سيكون تسجيل هدف خلالها مؤثرًا للغاية. ثقَة الجَماهير.. تنفّست جماهير الوداد البيضاوي الصعداء بعد تمكّن فريقها من تجاوز عقبة صن داونز الجنوب الإفريقي في الدور الماضي، وكذا خروج الترجي التونسي من المنافسة وهو الذي كان من أبرز المرشّحين للتتويج بالكأس، ما جعلها ترفع سقف الطموحات وتبلغ اللاعبين بطريقتها الخاصّة بانتظاراتها وتطالبهم بتقديم جهود مضاعفة لتجاوز عقبة ال USMA واللعب من أجل الكأس التي طال انتظارها منذ ربع قرن من الزمان بعد أوّل وآخر كأس عصبة حملها فخر الدين رجحي عام 1992 لخزينة الفريق على حساب الهلال السوداني في أم درمان.