فتح قرار تخصيص الأندية الرياضية السعودية الباب من جديد للحديث عن الاستثمارات الخليجية الضخمة والصفقات المالية المقدرة "بمليارات الدولارات" لدعم ورعاية الأندية الرياضية. إذ أصبح مألوفاً أن نجد اسم شركة طيران أو شركة اتصالات على قمصان لاعبي نادٍ عالميّ، وإعلانات ضخمة تتصدر الإعلانات في ملاعب كرة القدم في الأندية خصوصا تلك التي تلعب في دوري المحترفين. وقد لوحظ أن الاستثمار الخليجي في الأندية الرياضية العالمية بات يتخذ أشكالا عديدة في السنوات القليلة الماضية، من حيث شراء الأسهم فيها وعقد الشراكات التجارية والرعاية، عبر العقود التي وقعتها شركات الاتصالات والطيران ورجال الأعمال لرعاية الأندية. وتصدرت الشركات الثلاث "الاتحاد للطيران" و"طيران الإمارات" و"الخطوط الجوية القطرية" قائمة الشركات التي ضخت مئات الملايين من الدولارات في صفقات رعاية الفرق الرياضية الكبرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز (EPL ) مانشستر سيتي وأرسنال، وبرشلونة الإسباني، إلى جانب عقود شركة "أوريدو" للاتصالات لرعاية باريس سان جرمان، و"مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية" مع برشلونة الإسباني، بحسب ما ورد في صحيفة "The National". وتطول قائمة رجال الأعمال الخليجيين الذين أثبتوا نجاح تجاربهم في تمويل الأندية الرياضية، أو بدخول البعض منهم مساهمين رئيسيين في الأندية خصوصا الإنجليزية، ومنهم رجل الأعمال الكويتي فواز الحساوي الذي استحوذ على نوتنغهام فورست منذ نحو 4 أعوام مقابل حوالي 75 مليون جنيه إسترليني . إلى جانب رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، رئيس مجلس إدارة باريس سان جرمان الفرنسي، وعضو العائلة الحاكمة في إمارة أبوظبي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك مانشستر سيتي الإنجليزي. وكان بيت التمويل الخليجي الذي يعرف اليوم ب "جي إف إتش" تخارج من نادي ليدز يونايتد الإنجليزي بعد سنوات من الاستحواذ عليه مقابل نحو 50 مليون جنيه إسترليني في العام 2012. صيغة رابحة لكلا الجانبين وعلى ما يبدو فإن العلاقات"المتينة" التي تربط الأندية الرياضية العالمية والعلامات التجارية في الخليج العربي، أثبتت أنها صيغة رابحة لكلا الجانبين. إذ يظهر التقرير السنوي الصادر عن شركة الاستشارات العالمية "Brand Finance"، ومقرها المملكة المتحدة، أن قيمة أفضل 50 نادٍ لكرة القدم في العالم ارتفعت بنسبة 39.4 % خلال العام 2015، في حين أن قيمة ما يعادلها من الأندية سواء التي ترعاها أو مملوكة من قبل المستثمرين الخليجيين ارتفعت بنسبة 46.4 % وهو ما يتجاوز بكثير المعدل الوسطي. في المقابل، ينوه تقرير آخر أن قيمة العلامة التجارية لطيران الإمارات، ارتفعت 7.74 مليار دولار أو 17% في العام 2016 مقارنة ب2015. فيما قفزت قيمة العلامة التجارية للخطوط الجوية القطرية 3.49 مليار دولار أو 26% مقارنة بالعام الماضي. في وقت حققت شركة "الاتحاد للطيران" مكاسب بنحو 1.56 مليار دولار ما يعادل 8%. لذا، فمن الطبيعي أن تدخل هذه الشركات الخليجية طرفا في عقود سنوية لرعاية برامج وأندية رياضية يتم من خلالها تسويق خدماتها، لتحقق أرباحا إضافية عبر تلك الدعاية والتسويق الإعلامي، في المقابل فإن الأندية الرياضية لا يمكن أن تستمر إلا من خلال هذه الاستثمارات الضخمة لشراء اللاعبين ذوي الرواتب الخيالية وتغطية المصاريف والتكاليف. كان آخرها تمديد نادي برشلونة للعقد المُوقع مع شركة " NIKE" لمدة 10 سنوات، والذي من المتوقع أن يدر ما بين 150 إلى 155 مليون يورو سنويا. وفي بداية الشهر الجاري، استبدل النادي الإسباني الشهير الخطوط الجوية القطرية الراعي الرسمي للنادي عبر عقد اتفاق جديد لمدة 4 سنوات، بدءا من العام 2017 مع شركة يابانية في مجال قطاع التجزئة إلكترونيا تدعى "راكوتن" أو Rakuten مقابل 55 مليون يورو سنوياً في أساس العقد، مع مكافأة بنحو 1.5 مليون يورو سنويا إذا فاز النادي في الدوري الإسباني، أو 5 ملايين يورو في حال فوزه بدوري أبطال أوروبا. ويحمل مانشستر يونايتد حاليا "التاج" لأكبر صفقة رعاية من هذا القبيل، وذلك بفضل العقد الذي أبرمه مع شيفروليه مقابل 53 مليون يورو سنويا.