ترتفع وتيرة اهتمام رجال أعمال خليجيين بشراء أندية انجليزية بشكل ملحوظ، ولا يقتصر الأمر على أندية من الصف الثاني، بل تعدى ذلك إلى أندية النخبة التي دخلت في منافسة على لعب دور متقدم في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الذي يعد من الأفضل في أوروبا والعالم. الاستثمار في الأندية الإنجليزية يأخذ أشكالا عدة، منها شراء ملكية أندية بالكامل، أو حصص فيها، أو الدخول في رعاية الفرق الكبيرة كارسنال وتشلسي من قبل الشركات الخليجية الكبيرة. وتأتي الإمارات لتحصد حصة الأسد من هذا الاهتمام الخليجي في الأندية الإنجليزية، وأبرز الصفقات على الإطلاق حتى الآن هي شراء الشيخ منصور بن زايد وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات ورئيس شركة أبو ظبي للتطوير والاستثمار نادي مانشستر سيتي أواخر صيف عام 2008 في صفقة لم تعلن تفاصيلها المادية. وحصل الشيخ منصور بن زايد قبل أيام على ملكية النادي الإنجليزي بالكامل بعد ان اشترى الحصة المتبقية. كلام المالك الإماراتي كان واضحا إبان إتمام عملية الشراء بقوله «نسعى لبناء ناد يكون من ضمن الأربعة الكبار في الدوري الإنجليزي ويكون قادرا على كسب البطولات الأوروبية، كما نسعى أيضا إلى تطوير الأكاديمية الرياضية ومساعدة مارك هيوز (مدرب الفريق) لابراز مواهب محلية في الفريق». واكد أيضا «سنضخ اموالا في النادي لنصل به إلى مكان نريده معا مع الجمهور»، كاشفا انه «تم شراء النادي كاستثمار استراتيجي وانه يحب كرة القدم ومشجع كبير لمانشستر سيتي». هذا وقامت شركة طيران الاتحاد الإماراتية المملوكة لحكومة ابو ظبي بتوقيع عقد رعاية لمانشستر سيتي لمدة ثلاث سنوات، أشارت تقارير صحافية انكليزية في حينها إلى انه وصل إلى نحو 45 مليون دولار. رجل الأعمال الإماراتي سليمان الفهيم الذي قاد المفاوضات لشراء مانشستر سيتي وترأس النادي لفترة قبل ان تسند المهمة إلى خلدون المبارك، قام بصفقة ثانية بشراء نادي بورتسموث الإنجليزي أيضا. لكن الفهيم باع قبل نحو عشرة ايام 90 بالمائة من بورتسموث إلى شركة «فالكوندرون ليميتد» التي يملكها الملياردير السعودي الفراج، بعد ان كان النادي يعاني من كثرة الديون ومن تأخر في دفع رواتب اللاعبين. احتفظ الفهيم، الذي اشترى النادي قبل 43 يوما من بيعه من الفرنسي الكسندر غايداماك، بنسبة 10 % من حصص النادي، وسيبقى في مركز الرئيس غير التنفيذي، حتى نهاية الموسم المقبل. وعما اذا كان الاهتمام الخليجي بالأندية الإنجليزية استثمارا تجاريا محضا قال الفهيم في اتصال مع وكالة «فرانس برس» اليوم الخميس «حسب الشخص الذي يقوم بالاستثمار، فانا من المؤيدين للاستثمار الرياضي لأنه ناجح ومخاطره قليلة وأثبتت المحاولات ذلك». وأضاف «أشجع اي استثمار رياضي في الدوري الإنجليزي اولا لانه اقوى دوري في العالم حاليا، وثانيا لوجود الضوابط خاصة من ناحية العائدات التلفزيونية، فهناك ارتباط تام من رابطة الدوري الإنجليزي اذ ان العائد السنوي من التغطية التلفزيونية يكون كافيا لدفع رواتب اللاعبين وتكاليف النادي»، مشيرا إلى «الديون التي تعاني منها الأندية تأتي بسبب غلاء اللاعبين او قيام النادي بشراء لاعبي كبير». واعتبر الفهيم أن «هذا الاستثمار مربح تجاريا في حال تمت ادارة النادي بطريقة جيدة روعيت فيها عملية اختيار اللاعبين، مع وجود أكاديميات رياضية تخلق جيلا من اللاعبين يمكن ان يتم بيعهم لاحقا بأسعار جيدة»، مضيفا «فضلا عن حجم الملعب التابع للنادي بشكل يمكنه من الاتساع لعدد اكبر من الجماهير، وأيضا دخول الفريق في المنافسة محليا وأوروبيا في أكثر من مسابقة ما يدر عليه عائدات اكبر». وأشار إلى انه «ما يزال على رأس مجلس إدارة نادي بورتسموث ويعمل بالتعاون مع مالك اكبر حصة فيه لتطويره»، وختم بالقول «ابحث عن فرصة أخرى للاستثمار خارج الدوري الإنجليزي لكن لا استطيع ذكر التفاصيل في الوقت الحالي لان المفاوضات في الاستثمارات الرياضة تأخذ وقتا طويلا». احدث الأخبار المتعلقة بمحاولات شراء أندية انكليزية تتعلق بالأمير فيصل بن فهد بن عبد الله رئيس شركة «اف 6» السعودية، إحدى شركات الاستثمار الرياضي، الذي دخل في مفاوضات مع الأميركي جورج جيليت احد مالكي ليفربول لشراء حصة في النادي ذكرت الصحف الانجليزية انها تصل إلى خمسين بالمائة. وقال الأمير فيصل بن فهد في تصريح لوكالة فرانس برس «ان المفاوضات لشراء شركة «اف 6» حصة في نادي ليفربول ما تزال مستمرة، كما ان الاجتماعات متواصلة بين الطرفين، وقد تكون هذه الأيام هي المراحل الأخيرة لتنفيذ هذه الخطوة». جاء تصريح الأمير السعودي أثناء زيارة جيليت إلى الرياض واجتماعه مع الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأربعاء. وعن الاستثمار الرياضي في انكلترا قال أيضا «انها خطوة هامة نحو تطوير الرياضة في الخليج، لأن الفائدة ستعود على الأندية الخليجية من خلال الأكاديميات وابتعاث النشء إلى تلك الأندية الكبيرة لصقل موهبتهم، ومن الممكن أيضا زج بعض اللاعبين الخليجيين للاحتراف في هذه الأندية، ولعل هذا الجانب بالذات هو ما ينقص الموهبة الخليجية نظرا لقلة الاحتكاك بالكرة العالمية وخاصة الأوروبية». لا تتوقف المحاولات الخليجية، فكانت مجموعة «زعبيل للاستثمارات» الإماراتية قدمت عرضا لشراء نادي تشارلتون اتلتيك الذي يلعب في الدرجة الأولى في انكلترا حسب ما كشف النادي في اكتوبر 2008، لكن الصفقة لم تتم، فضلا عن أخبار ترددت عن اهتمام شركة «دبي انترناشيونال كابيتال» في صيف 2008 بشراء نيوكاسل الذي عرضه مالكه مايكل اشلي للبيع، لكن الشركة نفت لاحقا هذه التقارير، بعد ان قامت في عام 2006 بمحاولة لشراء ليفربول. يذكر ان شركة طيران الإمارات كانت دخلت في رعاية الأندية الإنجليزية منذ أعوام، أولا مع تشلسي والآن مع ارسنال، كما ان ملعب الأخير في لندن سيحمل اسم «ملعب الإمارات» لعدة سنوات.