أظهرت المباراة الودية التي أجراها الفريق الوطني المغربي نهاية ماي الماضي أمام منتخب هولندا الكثير من العيوب في النهج التكتيكي الذي اعتمده الناخب الوطني هيرفي رونار أو كذا توظيف اللاعبين على رقعة الميدان، مما سهل على منتخب "الطواحين"، الذي شارك بفريقه الثاني، مهمة العودة بانتصار معنوي من ملعب "أدرار" الكبير. المتابعون لودية "الأسود" أمام منتخب هولندا سجلوا العديد من الملاحظات السلبية على أداء النخبة الوطنية، التي ظهرت غير متجانسة وعاجزة عن تجاوز خط وسط المنتخب الهولندي، بسبب تغييره مراكز مجموعة من اللاعبين، أمثال نبيل درار ونور الدين أمرابط مع استمرار اعتماده على لاعبين غير قادرين على منح الإضافة للنخبة الوطنية، مثل يونس بلهندة، قبل أن يستدرك الأمر خلال الشوط الثاني، الذي شهد تحسنا في أداء المجموعة، لكن ذلك لم يكن كافيا للرجوع في النتيجة التي آلت لصالح المنتخب "البرتقالي" بثنائية مقابل هدف واحد. النقاط السوداء التي سجلت خلال مباراة هولندا استمرت إلى مباراة الكاميرون، التي جرت السبت الماضي، في ياوندي، لحساب الجولة الأولى من تصفيات "كان" 2019، إذ دفع "تعنت" الناخب الوطني إلى الزج بلاعبين في غير مواقعهم، والاعتماد على منظومة دفاعية صرفة، لم تكن كافية لردع هجمات الكاميرونيين، الذين أظهروا قوة بدنية، وسرعة كبيرة، استطاعوا من خلالها تجاوز الدفاع "الهش" للمنتخب وتهديد مرمى منير المحمدي في أكثر من مناسبة. الأخطاء القاتلة لخط الدفاع، وأبرزها الذي ارتكب من قبل زهير فضال، العائد إلى صفوف المنتخب بعد غياب طويل، عجل بتضحية رونار بجواد اليميق مقابل إقحام المدافع محمد الناهيري، الذي يجيد اللعب بالرجل اليسرى، ومن ثم إعادة درار إلى مكانه في الجهة اليمنى والدفع بأمرابط إلى الجناح الأيمن. وعاب العديد من الدوليين السابقين والمتابعين للفريق الوطني تأجيل هيرفي رونار إصلاح "أعطاب" المنتخب إلى منتصف مباراة الكاميرون، وكذا عدم توجيهه الدعوة إلى أي ظهير أيسر حقيقي ضمن اللائحة التي كشف عنها لمباراتي هولنداوالكاميرون، قبل أن يستنجد في آخر المطاف بمدافع الفتح الرياضي.