لطالما شكل ملعب المسيرة في آسفي منعرجا مؤثرا في تاريخ تتويج الوداد بالبطولة الوطنية، إذ يحمل الملعب معه ذكريات سعيدة وحزينة في هذا الصدد، لكن مباراة اليوم أمام الأولمبيك المحلي لحساب مؤجل الجولة الثامنة والعشرين من الدوري الاحترافي، لها تصور آخر باعتبار أن النادي البيضاوي يسعى إلى التتويج من قلب آسفي، وحسم مسألة اللقب بشكل نهائي. في السنوات الأخيرة، لم يحصد الوداد إلا ثماني نقاط من أصل خمس مباريات داخل آسفي، وشكلت له أرضية الملعب إلى جانب مجموعة من الأندية عائقا كبيرا قبل إعادة إصلاحها، كما أن ضغط جماهير "الشارك" ساهم في تضييع نقاط كثيرة، في حين أن بعض المواسم شهدت تألقا كبيرا من ممثل "عبدة"، بفوزه على أندية قوية في كرة القدم المغربية، ليوصف بعدها ب "مقبرة" الفرق الوطنية. ذكريات حزينة عاشها الفريق لسنتين متتاليتين في المكان نفسه، حينما تغلب الأولمبيك على ضيفه الوداد بهدفين نظيفين لحساب الجولة الثالثة عشرة سنة 2014، وهي السنة التي توج فيها الوداد بلقب البطولة الاحترافية، لكنه ضيّع عديد النقاط وأدخلته هذه الهزيمة إلى مرحلة الشك، قبل أن يستعيد أنفاسه ويضبط عقارب ساعته ليحقق لقبه الثامن عشر آنذاك. في الموسم التالي، وبالضبط خلال موسم 2015/2016، ضيع النادي "الأحمر" البطولة أمام الفتح الرياضي، بعدما تعذر عليه خوض مباراته في مركب محمد الخامس المغلق بسبب الأشغال، ورفض مسؤولو الملعب الكبير لمراكش الترخيص له بإجراء هذا اللقاء المصيري، ليضطر إلى الاستقبال في ملعب "المسيرة"، ويواجه مطارده المباشر، ممثل العاصمة، الذي قلب عليه الطاولة بهدف غير مسار بطولة بأكملها لصالح أبناء الركراكي بهدفي المتألق مراد باتنا، الذي أهدى ناديه أول لقب في تاريخه. وبعد كل هذه الخيبات، يمني جمهور الوداد النفس بالعودة من آسفي بالنقاط الثلاث، والتي ستخول لهم بلوغ رقم قياسي من ناحية الألقاب وطنيا، بإحراز البطولة التاسعة عشرة في مساره، كما ترغب مكونات الفريق في إنهاء التفكير في الدوري لوضع التركيز على دوري أبطال إفريقيا في دور المجموعات، الذي تنظره فيه مباراتان قويتان أمام زاناكو الزامبي والأهلي المصري في أقل من شهر.