لم تستمتع جماهير مدينة الدارالبيضاء بالخصوص، والجماهير المغربية عامة بمباراة الديربي البيضاوي، والذي عرف فوز نادي الوداد على غريمه التقليدي الرجاء بهدف نظيف، لحساب الجولة الخامسة والعشرين من الدوري الإحترافي. وسيطر على أسلوب لعب الفريقين، الصرامة التكتيكية المفروضة من الإطارين الوطنيين، امحمد فاخر وحسين عموتة، إذ انحصرت الكرة وسط الميدان، وعرفت بطء في بناء الهجمات من الرجاء الذي استحوذ على الكرة في معظم أطوار اللقاء بنسبة بلغت 60% مقابل 40% للوداد. ورغم هذا التحكم السلبي للكرة، إلا أن هجمات الرجاء ظلت محتشمة في ظل تكتل الوداد في الدفاع، حيث استغل هذا الأخير تركيز مدافعيه ووسط ميدانه للتصدي للهجمات القليلة التي صنعها الفريق الأخضر، وضغط بشكل لم يسمح له في تسجيل هدف السبق في الدقائق الأولى، أو هدف التعادل بعد هدف المدافع أمين عطوشي في مرماه. ومن الجهة الودادية، فقد عرف عموتة كيف يؤطر لاعبيه ويبرمجهم على إبعاد الكرات من منطقته وحمايتها من استقبال عدد كبير من الهجمات، وظهر أيضا أن تعليماته طبقت بنسبة كبيرة من خلال عودة كل لاعب إلى مكانه في الوقت المناسب، مستغلا إحدى الكرات الثابتة للتقدم في النتيجة من قدم المتألق محمد أوناجم، استغلها بنجاح أمين عطوشي في الدقيقة 30، ليحافظ على تقدمه حتى صافرة الحكم. وبخلاف المتوقع، ظهر الليبيري ويليام جيبور، هداف الدوري المغربي والوداد بوجه شاحب، حيث فرضت عليه رقابة لصيقة من مدافعي الرجاء، وتناوب على ذلك كل من بدر بانون وجواد يميق، ما سمح لأوناجم على الرواق الأيمن اللعب بأريحية ويخلق المتاعب للمدافع عبد الجليل جبيرة، ليتوج نفسه بذلك رجلا للمباراة بدون منازع. وتغلب المدافعون على المهاجمين في هذه المباراة، إذ أن اللاعبين الذين يلعبون في الصفوف الأمامية قابلهم تركيز من الجانب الدفاعي، وظل كل من مومي والواصلي والحافيظي عن الرجاء وجيبور وبن شرقي عن الوداد، عاجزون عن صنع الفارق، فيما كان الهدف الوحيد من مدافع متوسط، وهو عطوشي.