ما يجمع "يوفتوس" ب "أس ميلان"، عدى المستطيل الأخضر، تاريخ حافل، وذاكرة مشتركة، ومدينتان متجاورتان وسواد يتحدى نقاء بياض قميص "البيانكو نيري" وينافس لهيب حمرة قميص "الروسو نيري". فرق العمر بين الناديين لا يتجاوز السنتان، فبعد ولادة يوفنتوس عام 1897، خرجت ميلان للوجود عام 1899،ورغم اختلاف موعد النشأة إلى أنهما يبدوان وكأنهما خرجا من رحم إيطاليا في الوقت ذاته. لقاء العمالقة الأول عام 1903 بملعب أكوابيلا بميلانو، كان يطغى عليه حب اللعبة قبل أي حسابات مادية أو معنوية حيث لم تكن لا الألقاب ولا الأرقام وسط ملعب لا يتوفر على جدران، كان يخوض المباراة لاعبين لا نجوم، وجمهور يجلب معه كرسي من منزله، ليقتنص لحظات من المتعة و الفرجة. الند للند والهدف بالهدف،والرابح في الذهاب خاسر في الإياب، هذا ما يميز المواجهات بين الفريقين على مدى السنوات، ما خلق منافسة شريفة، رفعت من مستوى الدوري الإيطالي وجعلته من أهم البطولات العالمية وأكثرها حدتا في المنافسة. ورغم أن الروسونيري أكثر فريق ألحق الهزيمة، بيوفنتوس النادي الأكثر فوزا في البطولة الإيطالية، إلا أن صراعهما هذا لا يفسد لودهما قضية، مادام عدوهما المشترك هو إنتر ميلان. التفاهم بين الناديين يظهر من خلال انتقالات اللاعبين بين صفوف كل فريق ومن أهم الأسماء نجد، اليساندرو ماتري وكريستيان ابياتي اللذان غدرا الفريق "اللمبردي" في اتجاه تورينو، بينما استقبلت يوفنتوس كل من ماركو ستوراري واندريا بيرلو فيما حمل القميصين كل من فيليبو إنزاغي، وزلاتان إبراهيموفيتش، وروبرتو باجيو، وروميو بينيتي، وفابيو كابيلو، الذي تعدى ذالك لتريب الفريقين معا. بلغة الأرقام تواجه الخصمان 170 مرة في تاريخهما الكروي، 165 منها كانت في "الكالشيو"، مالت فيها كفة النصر "لليوفي" في 62 مباراة، مقابل 50 ظفر بنصرها "الروسونيري"، فيما تعادلا في 58 مناسبة، في دوري الأبطال و كأس السوبر الإيطالي كان لهما مواجهة وحيدة وعقيمة خالية من الأهداف، بينما تقابلا 3 مرات في كأس "تيم"، تفوق فيها يوفنتوس مرتين وتعادلا مرة. اليوم سيتقابل الفريقان من جديد في المقابلة 71 بعد المائة، في كلاسيكو، يفضل الإيطاليون تسميته "السوبر ديربي" بين الفريقين الأكثر ألقابا في بلد البيتزا، كتيبة أنطونيو كونتي تسعى للحفاظ على مركزها الأول في قمة الدوري وتوسيع الفارق إلى 11 نقطة هربا من مطارده روما، بينما يهدف ميلان من خلال مقابلة يوم الأحد إلى العودة من جديد إلى الواجهة بعد موجة من النتائج السلبية والباهتة.