بعد بزوغه رفقة "الأسود" في مشاركتهم الأخيرة في نهائيات كأس أمم إفريقيا "الغابون2017"، واستقباله "البطولي" عند عودته إلى أرض الوطن، فتح الدولي المغربي فيصل فجر، لاعب ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، قلبه لجريدة "هسبورت"، مستحضرا في حوار مطول الذكريات ومتطلعا للآفاق المستقبلية. أيام قليلة بعد نهاية "كان الغابون".. هل يظل فجر محتفظا بذكريات خاصة عن أول مشاركة قارية؟ بعد مشاركتي في أول نهائيات كأس أمم إفريقيا مع المنتخب الوطني المغربي، سأحتفظ بالأشياء الجميلة والإيجابية التي طبعت الدورة كما تلك السيئة، لا أستطيع النوم حاليا وأنا أحتفظ في مخيلتي بصور تلك المباراة في دور ربع النهائي أمام المنتخب المصري والطريقة التي خرجنا بها من المسابقة، لكن وجب طي صفحة الماضي حاليا والتفكير في المستقبل. عودة "الأبطال" إلى مسقط رأسك بضواحي مدينة إفران.. كيف عشت تلك اللحظات؟ لحظة استثنائية ومشاهد رائعة تلك التي عشت عند عودتي إلى أرض الوطن قادما من الغابون، وبالأخص الاستقبال الذي حظيت به في مسقط رأسي في زاوية "سيدي عبد السلام" على بعد ستة كيلومترات من مدينة إفران، حيث تم استقبالي كما يتم استقبال الشخصيات الهامة. هذه الأمور تدفعني إلى تقديم كل ما لدي داخل أرضية الميدان رفقة المنتخب الوطني، فمسؤوليتي بقميص "الأسود" تكمن في إسعاد كل المغاربة في مختلف أنحاء العالم. ظهرت ب "لوك" جديد مع استئناف مبارياتك في "الليغا".. هل يشرق فجر جديد مع "الديبور"؟ نعم، لقد غيرت من "اللوك"، لكن هذا لا يعني أن فصل فيجر سيتغير عما ألفه عليه الآخرون، سأظل ذلك اللاعب الذي كان قبل "الكان": مقاتل داخل رقعة الميدان، يشتغل بجدية، يحب الانتصار ويحدوه طموح تطوير مستواه مع مرور الأيام. في مدينة لاكورونيا، هل يحدثونك باستمرار عن الثلاثي المغربي النيبت، حجي وبصير؟ بالتأكيد، دوما ما يحدثني الناس هنا في مدينة لاكورونيا الإسبانية عن الثلاثي الدولي المغربي السابق، مصطفى حجي وصلاح الدين بصير ونور الدين النيبت، والأخير يحظى باهتمام أكبر، خصوصا وأنه ترك بصمته رفقة "الديبور" وتمكن من قيادة الفريق إلى حصد ألقاب مهمة محليا. ما زال الحديث بين الناس هنا عن الحقبة التي لعب فيها الثلاثي المغربي، وهو ما يشعرني بالفخر والاعتزاز لكوني خليفتهم في فريق ديبورتيفو لاكورونيا حاليا. هل تلقيت عروضا خلال "المركاتو" لمغادرة "الديبور"؟ كانت هناك عروض من أندية خلال فترة الانتقالات الشتوية المنصرمة، لكن تفكيري كان منصبا خلال تلك المرحلة مع المشاركة رفقة المنتخب المغربي في "كان الغابون"، بالإضافة إلى أنني حاليا لا أرغب في الرحيل عن "الديبور"، وعلى الجميع أن يعلم أنني مرتاح في إسبانيا في الظرفية الراهنة. على صعيد الأندية.. ما هي آفاق فجر المستقبلية؟ آفاقي المستقبلية متعلقة بالاستمرار في اللعب في الدوري الإسباني، فأنا أطمح للبقاء لمواسم أكثر في ملاعب إسبانيا، فهذا الدوري يمنحني رغبة كبيرة في الاستمتاع بكرة القدم، لذا أرغب في اللعب بانتظام ومساعدة فريقي على ضمان البقاء في "الليغا" هذا الموسم. "مونديال 2018".. ما هي حظوظ "الأسود"؟ حظوظ المنتخب الوطني المغربي قائمة في مسار إقصائيات كأس العالم "روسيا 2018"، فأمامنا أربع مباريات متبقية، وعلينا مجاراتها بالشكل المطلوب وبطريقة جيدة، لأن هدف العناصر الوطنية هو بلوغ "المونديال"، وسنبذل قصارى جهودنا لتحقيق ذلك. تلقى عدة انتقادات قبل وأثناء "الكان".. هل ترى أن الناخب الوطني هيرفي رونار "رجل المرحلة" حاليا؟ نعلم جيدا عقلية الجمهور والصحافة المغربية وحجم تطلعاتهم وانتظاراتهم، فالمغرب يعتبر أرض كرة القدم، وهو ما يجعل المتتبع المحلي متلهفا لرؤية كرة القدم الوطنية في الصورة الجيدة. لم تقدم للناخب الوطني هيرفي رونار "الهدايا" قبل ومع انطلاقة "الكان"، وهو ما رد عليه المدرب الفرنسي بالطريقة الأنسب.. نحن كعناصر وطنية في أمس الحاجة إلى رونار من أجل قيادة المنتخب الوطني المغربي حاليا. هل من ذكريات لديك عن آخر مشاركة للمنتخب المغربي في "المونديال"؟ (مبتسما) أحفظ شريط مباريات المنتخب المغربي في كأس العالم "فرنسا 1998" عن ظهر قلب، حيث أحدث دوما "موس" (مصطفى حجي) عن تلك المباريات، وأطالبه بتكرار اللقطة الشهيرة التي قام بها أمام منتخب النرويج والتي أتت بالهدف الأول ل"الأسود". هي صور لم تنمح من مخيلتي وأنا طفل صغير، حيث كنت أعيش تلك المباريات كما أنني لاعب للمنتخب المغربي، مذرفا الدموع حينها مع اللاعبين بعد الإقصاء من الدور الأول، حين انهزمت البرازيل أمام النرويج بالطريقة التي يعلمها الجميع. ما علاقة فيصل فجر بموسيقى "الشعبي" المغربي؟ أنا من عشاق الموسيقى بصفة عامة والأغنية المغربية خاصة، على غرار"الشعبي" و"أحيدوس"، أقضي معظم أوقاتي في الاستمتاع بها.. (مبتسما) "ديما النشاط أخويا".. على صعيد الأندية المغربية، نعرف ميولات فيصل فجر.. هل نراك يوما ما بقميص "الرجاء"؟ أنا "رجاوي" بالتأكيد، فمعظم أفراد أسرتي في مدينة الدارالبيضاء من عشاق النادي "الأخضر"، وأشجع الرجاء البيضاوي منذ ريعان شبابي، لكن هذا لا يعني أنني لا أحترم الغريم الوداد البيضاوي. أما حول حملي قميص الرجاء البيضاوي متسقبلا، فلما لا يتحقق ذلك يوم ما. كلمة أخيرة.. سنتأهل إن شاء الله إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا..