في سن ال68، يعد المدرب الفرنسي كلود لوروا قيدوم المدربين الحاضرين في النسخة الواحدة والثلاثين لنهائيات كأس أمم إفريقيا، يشرف حاليا على تدريب منتخب الطوغو، الذي يوجد ضمن المجموعة الثالثة التي تضم المغرب، الكونغو الديمقراطية والكوت ديفوار. كلود "الملك"، الذي تربع على عرش إفريقيا منذ بداياته في ترويض منتخبات القارة السمراء، ذاق مراراة الإخفاق في أول تجربة له مع "الأسود المروضة"، حين انهزم الكاميرون تحت إشرافه أمام المنتخب المصري في نهائي 1986، قبل أن يعود مع الجيل ذاته للثأر في نهائي "كان المغرب1988"، وبالتالي انطلقت حكاية لوروا في الأدغال الافريقية بأول لقب شخصي مدربا. شاءت الظروف أن يتم الاستغناء عن "الساحر" الفرنسي قبل مشاركة منتخب الكاميرون في نهائيات كأس العالم في إيطاليا 1990، إذ غاب عن الملحمة الإفريقية لرفاق روجي ميلا، والتي بلغوا من خلالها دور ربع النهائي، إلا أن كبرياء كلود لورا قاده إلى البحث عن صنف آخر من "أسود" الأدغال الافريقية، فاستقر مقامه عند الإشراف على "أسود التيرانغا"، وقادهم إلى المربع الذهبي لنهائيات "كان 1990"، قبل الهزيمة أمام المنتخب الجزائري، المضيف وحامل لقب تلك النسخة. لم يطل مقام الإطار الفرنسي في العاصمة "داكار"، التي احتضنت نسخة سنة 1992 من "الكان"، إلا أن النتائج خلال الدورة لم تشفع لكلود بالبقاء، بعد إقصاء من دور ربع النهائي على يد الكاميرون، ليغادر الرجل من الباب الضيق، بالرغم من تحقيقه لمجد كروي في السنغال لم يسبق له مثيل في السابق. بعد ذلك، فضل كلود لورا الابتعاد قليلا عن صخب القارة السمراء، ليمر من تجربة تدريبية متواضعة مع منتخب ماليزيا، ثم التحق بإحدى القنوات الفرنسية محللا، ثم تجربة منقب مواهب في فريق ميلان الإيطالي ومدير رياضي في نادي باريس سان جيرمان في ما بعد، ودام ذلك أزيد من ست سنوات. ولما شده الحنين إلى إفريقيا، اختار لوروا أن يخوض التجربة "المونديالية" التي حرم منها في 1990، وعاد لقيادة منتخب الكاميرون خلال نهائيات كأس العالم في فرنسا سنة1998، لكنه فشل في تخطي الدور الأول، بعد تعادلين وهزيمة في مباريات الدور الأول. ظل لوروا في مسقط رأسه يبحث عن مجد محلي رفقة ستراسبورغ الفرنسي، ثم بعدها رحل إلى الصين بمعية مساعده الفرنسي هيرفي رونار للإشراف على فريق شنغهاي، ثم اشتغلا معا في دوري الدرجة الرابعة الإنجليزي مع كامبريدج، إلا أنهما لم يعرفا النجاح ذاته الذي رافق "الساحر" في بدايات مساره الإفريقي. في سنة 2004، كانت العودة إلى القارة السمراء، وهذه المرة عبر محطة منتخب الكونغو الديمقراطية، حيث قاد لوروا الأخير في "كان2006" في مصر، حيث تجاوز الدور الأول أمام منتخبات قوية، على غرار الطوغو وأنغولا، المؤهلين آنذاك إلى "المونديال"، قبل أن ينهزم أمام المنتخب المصري في دور ريع النهائي، الأخير الذي توج بلقب تلك الدورة. استمر "السافاري"، فعاود لوروا الظهور مجددا، إلا أنه هذه المرة فضل تجاوز عقدة البلد "المنظم"، ليظهر على إشراف المنتخب الغاني في عقر الدار في نسخة 2008، قبل أن يفاجأ مجددا بعقدة "الكاميرون" في طريق التتويج القاري، لتقف المغامرة الغانية عند نقطة نصف النهائي. غير "ساحر إفريقيا" مجددا الأجواء صوب الخليج، حيث كان لسحره مفعول على كرة القدم العمانية، ليتوج منتخبها بلقب "كأس الخليج" للمرة الأولى في تاريخه، بعد الانتصار أمام المنتخب السعودي في نهائي سنة 2008. وبعد تجربة قصيرة في البحرين، عاد المدرب الفرنسي إلى الكونغو، حيث قضى ثلاث سنوات مع منتخب الكونغو الديمقراطية (2011-2013)، وسنتين مع منتخب الكونغو برازافيل (2013-2015)، قبل أن يلبي نداء الجامعة الطوغولية في أبريل 2016، لتنطلق مغامرة جديدة مع "الصقور" في "كان الغابون2017".