تجرع المنتخب الوطني المغربي هزيمةً بهدف دون رد في المباراة التي جمعته مساء اليوم بمنتخب الكونغو الديمقراطية، لحساب الجولة الأولى من الدور الأول من منافسات النسخة 31 لكأس أمم إفريقيا المقامة بالغابون، ليتذيل بذلك "أسود" هيرفي رونار مجموعتهم الثالثة برصيد خالٍ من النقاط. وقدم المنتخب الوطني المغربي شوطاً أولاً محترماً، حيث تمكن من تقييد لاعبي الخصم، منذ بداية المباراة ببسطه السيطرة نسبياً على وسط الميدان واستحواذه على الكرة في أغلب فترات اللعب، الأمر الذي أتاح للعناصر الوطنية مجموعة من الفرص خاصةً في ظل تنويع طريقة اللاعب من طرف لاعبي الوسط والهجوم، بمساندة الظهيرين، حمزة منديل ونبيل درار. وكان المنتخب المغربي قريباً من افتتاح حصة التسجيل منذ الدقيقة الثانية من عمر المباراة، لولا أن تسديدة مبارك بوصفة قد ارتطمت بعارضة الحارس فومي لي مطامبي، الأمر الذي بث الثقة في نفوس اللاعبين وجعلهم يستحوذون على الكرة قبل أن ينتفضوا بسلسلة من المحاولات كان أخطرها في الدقيقة 20 إثر تمريرة عرضية في العمق من كريم الأحمدي، قطعها دفاع الخصم، قبل أن تأتي ردة الفعل من طرف الكونغوليين في الدقيقة 28 لكن تسديدة اللاعب مبيمبا حادت مرمى الحارس منير المحمدي، لتنتهي الجولة الأولى بلا غالب ولا مغلوب. الشوط الثاني بدأ كأوله، حيث دخل رفاق مهدي بنعطية مندفعين نحو مرمى فومي لي مطامبي، وخلقوا أكثر من محاولة في الدقيقتين الأولتين إلا أن الدفاع الكونغولي نجح في إبعاد الخطورة عن معتركه، قبل أن يستفيق "الفهود" على وقع هدف التقدم، الذي جاء ضد مجريات اللعب في الدقيقة 55 من أقدام جونيور كابنانغا، مستغلاً خطأ فادح للحارس منير الكجوي المحمدي وسوء تغطية الدفاع بقيادة مهدي بنعطية. وحاول هيرفي رونار تدارك الموقف بإقحامه يوسف النصيري كمهاجم ثانٍ مكان عمر القادوري، لمؤازرة عزيز بوحدوز في الخط الأمامي، بحثاً عن تعديل الكفة، إلا أن البديل فشل في ترجمة فرصة سانحة للتسجيل إلى هدف في الدقيقة 70، قبل أن يقرر "الثعلب" الدفع بكل أوراقه بتغييره المدافع غانم سايس بلاعب وسط الميدان الهجومي، فيصل فجر قبل في الدقيقة 75، ومهدي كارسيلا بالمهاجم السريق، يوسف العربي، 10 دقائق بعد ذلك، هذا الأخير، فشل ببشاعة في هز مرمى الكونغوليين في الدقيقة 87، لتنتهي بذلك المباراة بعنوان عجز "الأسود" أمام واقعية "الفهود". وعرفت المباراة حضوراً جماهيرياً أقل من المتوسط، (حوالي 8000 متفرج حسب ما عاينته هسبورت)، منهم عدد كبير من مشجعي الكونغو الديمقراطية الذين تكلفت حكومة بلادهم بتنقلهم لمساندة "الفهود" خلال منافسات "الكان"، فيما حظي الجمهور المغربي، الذي حضر اللقاء، على قلته، من مؤازرة غابونية من ساكنة أوييم، التي آثرت تشجيع "الأسود" في هذه المواجهة. ويهزه النتيجة، اعتلى منتخب الكونغو الديمقراطية صدارة المجموعة الثالثة بثلاث نقاط متبوعاً بكل من الكوت ديفوار والطوغو اللذان تعادلا في المباراة التي جمعتهما عصر اليوم بدون أهداف، فيما يحتل المنتخب المغربي المركز الأخير بدون نقاط. ويخوض المنتخب المغربي مباراته الثانية في الممع الثالثة الجمعة المقبل في الساعة السابعة مساءً بملعب أوييم، أمام منتخب الطوغو، بقيادة الفرنسي كلود لوروا، في مواجهة مرتقبة بين "الأستاذ" و"التلميذ"، هيرفي رونار.