تعِد مباراة الاتحاد بالكثير من الإثارة لعشاق الساحرة المستديرة في كامل أنحاء الأرض نظراً لما يضمه الفريقان من نجوم ومواهب عديدة لا تتوقف عن تقديم المتعة أينما رحلت وارتحلت، وتوقعات مباراة مفتوحة اتفقت عليها كل الأقلام والحناجر في وسائل الإعلام العالمية، والكل استند في تقديراته للمباراة على أرقام الفريقين هذا الموسم. أولوية هجومية في المعسكرين في كرة القدم تختلف الأساليب والمناهج المعتمدة من الفرق في خوضها للمباريات لكن طرفي مباراة اليوم يشتركان في إعطاء الأولوية للشق الهجومي، مما منح المعسكرين أرقاماً ملفتة في الدور الأول من المسابقة، فمانشستر سيتي، الذي يسجل حضوره للمرة الأولى في الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا نجح في تسجيل 18 هدفاً في 6 مباريات بدور المجموعات بمعدل 3 أهداف في كل مباراة وهو ثاني أقوى خط هجوم في البطولة حتى اللحظة بعد ريال مدريد ب 20 هدفاً، فيما يحتل برشلونة المركز الرابع كأقوى خط هجوم في البطولة ب 16 هدفاً بمعدل 2.67. قوة هجومية كبيرة بررتها الأسماء الرنانة في تشكيلة مارتينو وبيليغريني، فكلاهما يملك عناصر تثير رعب أي خط دفاع في العالم خاصة في المعسكر الكتالوني، الذي يضم ميسي هداف الفريق في المسابقة ب 6 أهداف والبرازيلي نيمار الذراع الأيمن للنجم الأرجنتيني في الخط الأمامي لهجوم بطل أوروبا 4 مرات، أما فريق بيليغريني فربما سيظهر متأثراً نوعاً ما بغياب هداف الفريق سيرجيو أغويرو ب 6 أهداف، لكن من جهة أخرى سيكون الإسباني ألفارو نيغريدو ( 5 أهداف) والبوسني إيدين دزيكو (هدفين) على ذمة المدرب التشيلي في قمة اليوم. وما يدعم التوقعات بمباراة مفتوحة أن لقاءات الفريقين في مرحلة المجموعات اتسمت بكثرة الأهداف، فبطل إنكلترا عام 2012 شهدت مبارياته الست تسجيل 28 هدفاً (18 له و10 عليه)، بينما شهدت مباريات الفريق الكتالوني 21 هدفاً (16 له و5 عليه)، وقد تحمل هذه الأرقام قراءتين، الأولى تدفعنا للقول والإقرار بقوة الخط الأمامي للكبيرين والثانية لا تخفي بعض المعاناة الدفاعية التي تميز الخط الخلفي وإن كانت الأمور أقل حدة لدى الفريق الإسباني. بدوره توقع مدرب مانشستر سيتي مانويل بيليغريني أن تكون المباراة ممتعة من الفريقين قائلاً: " يمتلك برشلونة عدداً من اللاعبين المميزين والبارزين، ومن الصعب اختيار أحدهم مع وجود كل من تشافي وإنييستا ونيمار وفابريغاس وميسي، إنه فريق من اللاعبين المميزين، ولكن فريقنا قوي أيضاً ولدينا لاعبون أقوياء، وبرشلونة يعلم ذلك تماماً، لدينا مباراة مهمة للغاية في مواجهة فريق قوي، ولكن أعتقد أننا في حال جيدة في هذا الوقت، وعلينا أن نسعى لبلوغ مرحلة أكثر تقدماً في بطولة دوري أبطال أوروبا". من جهة أخرى فإن الظروف ملائمة لمشاهدة مباراة قوية من الجانبين، فالفريق الكتالوني سافر إلى مدينة مانشستر معززاً بكل نجومه يتقدمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، العائد من الإصابة، في حين استرجع مانشستر سيتي أحد أركانه المهمة في وسط الميدان وهو البرازيلي فرناندينيو بعد تعافيه من الإصابة ولا ينقص الفريق إلا هدافه الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، الذي يتواصل غيابه بسبب إصابة في العضلة الخلفية للفخذ. الأرقام ترجح كفة سيتي بالرغم من أن الفريقين لم يلتقيا سابقاً في أي مباراة رسمية، إلا أن أرقام الفريق الإنكليزي تمنحه راحة معنوية في مواجهة زملاء ميسي فبالإضافة إلى المعنويات المرتفعة بالوصول إلى دور ال 16 لأول مرة في تاريخ النادي، يملك "المواطنون" أرقاماً مشجعة بالمقارنة مع نظرائهم، إذ تمكن الفريق من التسجيل في 9 مباريات متتالية في المسابقة ولم يتلقَ إلا هزيمة واحدة أمام بايرن ميونيخ في مرحلة المجموعات من البطولة الحالية 1-3، كما ينفرد برقم قد يمنحه دفعة كبيرة في مباراة الثلاثاء، إذ يعتبر الفريق الوحيد الذي انتصر في آخر 4 مباريات في النسخة الحالية من الأبطال. في مقابل ذلك لا تبدو ملامح الفريق الكتالوني مبشرة في مشاركاته الأخيرة بالأدوار الإقصائية للبطولة، فرغم بلوغ زملاء القائد تشافي الدور نصف النهائي في آخر 6 سنوات (رقم قياسي)، إلا أن متصدر الدوري الإسباني لم ينتصر إلا مرة واحدة في آخر 8 مباريات من مرحلة خروج المغلوب، وكانت أمام ميلان الإيطالي 4-صفر على ملعب "كامب نو" في ثمن نهائي الموسم الماضي، ولم يهتدِ إلى الفوز في آخر 5 مباريات خارج قواعده في المراحل المتقدمة من البطولة، وكل ذلك يضاف إليه أن "البلوغرانا" لم يعرف طعم الفوز في آخر 5 مباريات على الأراضي الإنكليزية، إذ تعادل في مباراتين وخسر 3. وحتى المباراة الوحيدة التي خاضها الفريقان وكانت في إطار ودي ضمن كأس خوان غامبر، انتهت لمصلحة الفريق الإنكليزي بهدف نظيف في التاسع عشر من آب/أغسطس 2009. بيليغريني والفوز الأغلى في مبارياته ال 18 التي خاضها بيليغريني أمام برشلونة مع فرق ريال مدريد وفياريال وملقا لم ينتصر المدرب التشيلي إلا في 4 مباريات فقط، لكنه يمني النفس بالفوز على الفريق الكتالوني وهو على رأس الإدارة الفنية لمانشستر سيتي والأكيد أن فوزه في لقاء أمسية الثلاثاء سيكون الأغلى في مسيرة المدرب بدوري الأبطال حتى الآن لأنه سيعطي فريقه بعداً أوروبياً كبيراً كان غائباً عن الفريق منذ التأسيس، وفي هذا الصدد يقول بيليغريني: "بالطبع نحن نكن لنادي برشلونة كل الاحترام، ولكننا نشعر بالسعادة لمواجهته باعتبار أنه إذا أردنا أن نكون الفريق الأقوى، فعلينا أن نثبت جدارتنا وأن نتغلب على أفضل الفرق، وقد تمكننا حتى الآن من إظهار جودتنا خلال هذا الموسم بعد الفوز على بايرن ميونخ في أرضه ضمن مرحلة المجموعات من البطولة". مباراة خاصة ليايا عاش الدولي الإيفواري يايا توري سنوات مجده الكروي داخل أسوار ملعب "كامب نو"، إذ فاز بكل شيء مع برشلونة ولا ينسى السداسية الخالدة التي حققها بأزياء الكتلان، لكن قرعة ثمن نهائي الأبطال شاءت أن يواجه توري أصدقاء الأمس في مباراة وصفها توري بالخاصة والعاطفية بالنسبة إليه قائلاً: "لم أكن أتمنى أن أواجه برشلونة في هذا الدور المتقدم من البطولة، لقد منحني هذا الفريق كل شيء في كرة القدم، وحظيت بالاحترام من النادي والجمهور هناك، لكن هكذا شاءت القرعة وعلينا أن نتقبلها ونتعامل معها باحترافية".