يبدو أن المباراة التي خاضها المنتخب الوطني المغربي ودياً أمام منتخب فنلندا، في أول وآخر محك للمجموعة في معسكر الإمارات قبل التوجه إلى الغابون للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق بعد أيام، قد جعلت الأوضاع داخل عرين "الأسود" متوترة أكثر من ما خدمت اللاعبين ومعهم الناخب الوطني، هيرفي رونار، للوقوف على مدى جاهزية المجموعة قبل موعد "امتحان" الكان. وزادت الهزيمة، فضلاً عن الأداء المتواضع للاعبين في مباراة الأمس، من درجة القلق في أوساط "الأسود"، بعدما ظهر جلياً غياب التجانس والتفاهم بين العناصر المغربية، نتيجة عدم تعودها على اللعب مع بعضها البعض بنفس التشكيل والرسم التكتيكي في مجموعة المباريات التي خاضها المنتخب سابقاً بقيادة هيرفي رونار. وتطور القلق والتوتر بعد نهاية المباراة إلى ملاسنات بين مجموعة من اللاعبين مع أفراد الجالية المغربية الذين حضروا لمتابعة اللقاء على أمل التقاط إشارات إيجابية حول استعدادات المنتخب قبل السفر إلى الغابون، ونقلت شرائط فيديو منتشرة عبر الفايسبوك دخول العميد، مهدي بنعطية، في مناوشات مع بعض الجماهير التي ساءلته عن مستوى "الأسود"، في صور تبين درجة التوتر الذي بات يسم المجموعة قبل أيام من انطلاق "الكان". ومن جهة أخرى، وضعت الهزيمة والأداء السيئ للمنتخب المغربي في مباراته أمام فنلندا أمس، الناخب الوطني هيرفي رونار، وسط العاصفة، خاصةً وأنه ظهر عاجزاً لقيادة لاعبيه للعودة في النتيجة والصمود إلى آخر دقيقة أمام منتخب "ضعيف" فنياً، أصر على مواجهته في هاته الظرفية دون اكتراث لملاحظات المراقبين. ويرى الشارع المغربي أنه رغم كون النتيجة مجرد تحصيل حاصل في مباراة إعدادية من هذا النوع، إلا أن اللقاء أظهر ضعفاً كبيراً في المستوى التقني والتكتيكي للمنتخب المغربي قبل أيام من انطلاق العرس القاري، الأمر الذي زاد من درجة قلق المتتبعين تجاه ما إذا كان "الأسود" سيقدرون فعلاً على الصمود أمام كبار منتخبات القارة أم أنهم سيخرجون من الدور الأول من البطولة، صاغرين كما في النسخ الماضية، لتبقى بذلك آمال المغاربة في نيل فرحة كروية معلقة إلى حين، بعد مرور 41 سنة على أول وآخر كأس قارية توج بها المنتخب في أديس أبيبا عام 76.