خلفت التصريحات الإعلامية التي خرج بها يحيى حدقة، مدير مديرية التحكيم الوطنية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد نهائي كأس العرش في العيون، العديد من اللغط والجدل في الوسط التحكيمي المغربي بالخصوص، إذ لم يتقبل بعض قضاة الملاعب محتوى الخرجة الإعلامية المذكورة لمدير المديرية، بعد أن كشف هذا الأخير في تصريح إذاعي عن تراتبية الحكام وتفضيله لأسماء عن باقي القضاة. وعبر بعض حكام النخبة، في دردشات متفرقة مع "هسبورت"، عن استغرابهم من خرجة حدقة المذكورة، ودوافعها، إذ تساءل هؤلاء عن دواعي ذلك في الفترة الراهنة، كما تأسف آخرون لإصرار مديرية التحكيم عن إفصاحها بشكل واضح عن التمييز بين قضاة الملاعب، بعد أن لمسوا ذلك ووقفوا عليه من خلال التعيينات التي تقدم عليها المديرية الحالية منذ موسمها الأول، إذ يتم التعويل بشكل متواصل في مباريات القمة على أسماء دون أخرى، واستحواذ واضح لعصبتي البيضاء وسوس عليها. وفي ظل هذا الجدل والتذمر، نقلت ''هسبورت'' السؤال لمدير مديرية التحكيم، وأوضح يحيى حدقة، في تصريح أدلى به للجريدة، أن الأمر ليس تمييزا أو تفضيلا لحكم على آخر أو كذا استحواذ لعصبة دون أخرى، بل الأمر بكل بساطة متعلق بتراتبية منطقية فرضها واقع الممارسة وكفاءة وخبرة العديد من الحكام، مبرزا أن كلا من بوشعيب الأحرش ورضوان جيد اللذين قصدهما بخروجه الإذاعي، يعدان اليوم من خيرة الحكام المغاربة، والدليل أنهما مصنفان في أعلى تصنيف لدى الاتحاد الإفريقي، فهما ضمن حكام النخبة (أ) قاريا. وأكد يحيى حدقة، أن تصريحه الذي أثار هذا الجدل، كان بصدد الحديث عن تعيين حكام نهائي الكأس في العيون، مبرزا في الصدد ذاته، أن موضوع التعيينات يعد من صلاحيات المديرية ولا يحق لأحد التدخل فيه بما في ذلك الحكام، كاشفا أنهم في مديرية التحكيم يرعون العديد من الاعتبارات في تعييناتهم، إذ لا يمكن إسناد مهمة القيادة التحكيمية في مباريات القمة والحاسمة إلا لحكام ذوي خبرة وحنكة وكفاءة كافية لإخراج المواجهة بأقل الأخطاء، مشيرا إلى أن تصنيف الحكام له دور كبير في ذلك. وقال مدير المديرية، إن الأحرش وجيد، بلغا درجة عالية في التصنيف، وأن الاتحاد الإفريقي يعتمد عليهما في مباريات هامة، كما هو الشأن بالنسبة كذلك إلى المديرية الوطنية، مضيفا، باقي الحكام لهم كفاءتهم وخبرتهم وتصنيف محدد يخول لهم قيادة مباريات أخرى بنوعية محددة، نافيا بذلك في رده على سؤال ل"هسبورت"، أن تكون ثقته منحصرة فقط في الحكمين الأحرش وجيد، قائلا: ثقتي في التراتبية التي تحددها المردودية والكفاءة.