عبر يحيى حدقة، مدير مديرية التحكيم الوطنية، التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن رضاه التام على مردود جل الحكام الممارسين بالبطولة المغربية بقسميها الأول والثاني، رغم بعض الهفوات والأخطاء التي تحدث من حين لآخر في مباريات الدوري، إذ اعتبرها شيئا واردا في اللعبة، مبرزا أن تعليمات وجهت لقضاة الملاعب خلال الدورة التدريبية المعتادة قبل بداية كل موسم، من أجل حسن تدبير بعض الاحتجاجات التي تصدر من جل المكونات خلال أطوار المباراة. وكشف مدير مديرية التحكيم، عن أهم محاور تحضيرات الحكام للموسم الكروي الجديد، مؤكدا في ذات السياق أنهم جاهزون بما فيه الكفاية للقيادة التحكيمية، رافضا كل الاتهامات التي تلصق بالصافرة عند نهاية كل موسم كروي بالخصوص، داعيا في ظل ذلك كل المتداخلين بما فيهم الإعلام الرياضي لتحمل مسؤولية الانخراط في التوعية خصوصا في ظل التعديلات الكثيرة والمتواصلة، وكل ذلك في حوار مفصل خص به "هسبورت". - في ظل الجدل الكبير المثار حول الصافرة خلال الموسم الماضي، كيف كانت تحضيراتكم للموسم الكروي الجديد؟ التحضيرات كانت كالمعتاد ووفق البرنامج المسطر سلفا، إذ نظمنا دورة تكوينية وتدريبية للحكام دامت لعشرة أيام بوثيرة اشتغال بلغت 7 ساعات في اليوم، شارك فيها جل حكام النخبة 1 والنخبة 2 قبل بداية الموسم الكروي وقدمت من خلالها العديد من الشروحات والدروس النظرية والتطبيقية وبالخصوص فيما يتعلق بالتعديلات الجديدة، التي ناقشناها مع الحكام لمدة أسبوع كامل، كما تم الوقوف على دراسة العديد من الحالات وأعطيت توجيهات للحكام في شأن تدبيرها وبالتحديد حالات التسلل والأخطاء التي تقع داخل مربع العمليات، إضافة لكيفية تدبير الاحتجاجات، فضلا عن اجتياز الحكام لاختباراتهم البدنية وفق الشروط الجديدة للاختبار البدني بعد أن توصلوا بها مباشرة بعد نهاية الموسم الماضي، إضافة لقيادتهم العديد من المباريات الودية قبل بداية البطولة على غرار تحضيرات الفرق، وعلى أساس كل ذلك يمكنني الجزم على كون الحكام جاهزون لقيادة مباريات الموسم الكروي الجديد. - كيف وجهتم الحكام لتجاوز بعض ما يثير الجدل خلال قيادتهم التحكيمية، وبالخصوص العقوبات الانضباطية عند الاحتجاج، على ضوء بعض أحداث الصافرة خلال الموسم الماضي؟ يبقى مهما أن نشير إلا أن خلال الدورة التدريبية المذكورة، تم استحضار العديد من الحالات التي أثارت الجدل خلال الموسم الماضي، وناقشناها بما فيه الكفاية، وهنا وجب الوقوف بخصوص احتجاجات الفريق واللاعبين خلال الموسم الماضي، على اختلاف كبير بين الاحتجاج والتذمر، إذ يمكن للاعب أن يبدي تذمره من قرار الحكم دون أن يعبر عن احتجاجه وفي مثل هذه الحالات وجب على الحكام تدبير الموقف، ونبهناهم لذلك، فيما الاحتجاج يؤطره القانون ويحدده بالقول أو الفعل. - ماهي توجيهاتكم للحكام في هذا الصدد؟ علينا أولا فهم واستيعاب كون الحكم يدخل للمباراة بغرض تطبيق القانون، وفي بعض الأحيان يصعب على قاضي الملعب التحاور مع اللاعب، ولا يبدو له غير ضرورة توجيه الإنذار في بعض الحالات، ومن هذا المنطلق وجهنا إرشادات للحكام بغية تدبير كل الأشياء التي يقوم بها اللاعب أثناء الاحتجاج وتمييزها ما إن كانت فعلا احتجاج أو تذمر فقط، لأن اللاعب كما قلت يمكن أن يبدي تذمرا من قرار متخذ لكن ذلك لم يبلغ مستوى الاحتجاج الذي تقابله العقوبة الانضباطية. - عرفت الدورة التدريبية لهذا الموسم عودة عضو المديرية السابق محمد الكزاز، هل هي بداية سياسة الانفتاح على الأطر الوطنية؟ بالفعل الدورة عرفت عودة الإطار محمد الكزاز، اشتغل معنا على مدار الدورة وسيواصل عمله داخل مديرية التحكيم، حيث يبقى الرجل من بين الكفاءات التحكيمية بالمغرب، وأؤكد لكم أن باب المديرية كان مفتوحا وسيبقى كذلك في وجه كل الأطر الوطنية التي تتوفر فيهم الكفاءة، كما وجب التأكيد كذلك على كون إدارة جهاز التحكيم الوطني التابع للجامعة ستعرف دخول أسماء جديدة لتشغل مناصب الاختصاص خلال قادم الأسابيع. - أثير حديث حول ضرورة منح الفرصة للحكام الشباب في ظل وجود أخرين مقبلين على التقاعد، هل لكم من تصور في هذا الصدد؟ طبعا، والأمر لا يحتاج لحديث، حيث منح الفرصة للحكام الشباب يبقى ضروريا وأمرا لا محيد عنه، ويدخل منذ مدة في مخططاتنا وتصور العمل، فقط الأمر يفرض تسلسل وتنزيله يجب أن يكون عبر مراحل، فإذا لحظتم خلال بطولة الموسم الماضي، أعطيت الفرصة لثلاث حكام شباب قادوا بضعة مباريات في بطولة القسم الأول، وسنسير هذا الموسم اتجاه إعادة تعيينهم من جديد ضمن تعيينات القسم الأول، إضافة لحكام أخرين مارسوا خلال المواسم الماضية بالقسم الثاني وينتظرون فرصتهم بالقسم الأول، نفس الأمر لحكام قسم الهواة. - جدل يثار كل موسم حول التعيينات، وتساؤلات كثيرة في هذا الصدد عن مستندات المديرية في تحديد حكام المباريات كل أسبوع، فماهي منطلقات المديرية في تحديداتها لحكام كل جولة؟ الأمر بسيط للغاية، حيث الجاهزية هي كلمة الفصل في تحديد التعيينات، المديرية عند شروعها في تحديد حكام كل دورة، تستند على مردود و جاهزية كل حكم قبل تعيينه لأي مباراة، حيث الحكم الجاهز هو الذي سيعين للقيادة التحكيمية بغض النظر عن الاسم أو الدرجة، إذ لا يمكن الاعتماد على حكم تراجع مردوده أو يعرف أدائه نوع من التذبذب. - لدي بعض النقاط وأود منك تعليقا لكل منهما: الإعلام الرياضي و التحكيم – أخطاء الحكام – اتهام الصافرة الإعلام الرياضي و التحكيم: أقول أن الإعلام الرياضي يجب أن ينخرط بدوره في التوعية ضمن هذا المجال، خصوصا في ظل التعديلات المتواصلة في قانون التحكيم، وأؤكد أن المديرية رهن إشارة الجسم الصحافي المغربي لتبسيط وشرح القوانين الجديد للعبة لأنها تبقى غاية في الأهمية. أخطاء الحكام: نعمل دوما على تقليل من أخطاء الصافرة، وخلال الدورة التدريبية المذكورة، تناولنا بعض أخطاء التحكيم وقعت خلال الموسم الماضي ولم ينتبه إليها احد، وناقشناها مع الحكام بالدراسة والتحليل لتفادي تكرارها، وأقول مجددا أن كرة القدم لعبة تحرك، احتكاك وسرعة، لهذا يبقى الخطأ وارد، لكن فقط الخطأ الإرادي يبقى مرفوض ولن نتساهل عنه. اتهام الصافرة: يمكن لي الجزم أن بالإضافة لمجهودات اللاعبين والمسيرين وكل المكونات، تبقى نزاهة التحكيم المغربي من بين الأشياء التي ساهمت في تطور البطولة الوطنية، وأؤكد لكم من هذا المنبر على نزاهة التحكيم المغربي، حيث لم يمنح يوما لقب البطولة لأحد كما لم يتدخل لإنزال أي كان لأي قسم، لنا كامل الثقة في حكامنا ونسعى دوما لتطويرهم وعلى الجميع المساهمة في ذلك.