رغم خوضه 28 دقيقة فقط موزعة على مباريات فريق نابولي الأربع الأخيرة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد غياب عن المنافسة لأشهر طويلة بداعي الإصابة، إلا أن الدولي المغربي عمر القادوري أظهر إشارات قوية تؤكد حفاظه على مميزاته الفنية وخصائصه التقنية، وقدرته على فرض ذاته بقوة داخل تشكيل الفريق الإيطالي. وفي الوقت الذي كان فيه القادوري من بين الركائز الأساسية في قائمة "أسود الأطلس"، وكسب ثقة الناخب الوطني هيرفي رونار، الذي تمسك به في الوهلة الأولى رغم افتقاده للمستوى العالي من التنافسية بفعل مشاركته في مباريات معدودة رفقة ناديه الإيطالي، إلا أن مدرب المنتخب وجد نفسه مضطرا إلى "تجميد" ثقته خلال الشهور القليلة الماضية، وإسقاط اسمه من لوائح الفريق الوطني، نظرا إلى تهميشه غير المبرر من الإدارة التقنية للفريق الإيطالي. غياب القادوري عن مباريات الفريق الوطني الأخيرة، خاصة الحاسمة منها أمام كل من الغابون والكوت ديفوار في تصفيات "المونديال"، وتألق مجموعة من اللاعبين الذي يشغلون نفس مركز القادوري رفقة أنديتهم أمثال حكيم زياش، امبارك بوصوفة، المهدي كارسيلا وآخرين، سيجعل من مهمة لاعب تورينو السابق لنيل مكان في اللائحة النهائية للمنتخب أمرا شبه مستحيل. وانتظر القادوري حتى الجولة الثامنة من الدوري الإيطالي من أجل تدشين أول ظهور له هذا الموسم أمام نادي روما إذ شارك في 14 دقيقة الأخيرة، قبل أن يخوض 6 دقائق من مباراة الجولة التاسعة أمام كروتون، ثم انتظر إلى الجولة 11، التي جرت الأسبوع الماضي من أجل البصم على ظهوره الثالث أمام يوفنتوس، متصدر الدوري. وفي ظل المستوى الراقي الذي يتميز به اللاعب وعدم منحه الفرصة من قبل الطاقم التقني لنابولي لإبراز موهبته في تشكيلة تضم أسماء مثل كاييخون، إينسيني، ميرتينز، هامسيك وآخرين من اللاعبين الممتازين، يبقى البحث عن ناد جديد خلال "المركاتو" الشتوي المقبل أمرا حتميا من أجل إنقاذ مستقبله الكروي، وتفادي تكرار أخطاء "المركاتو" الصيفي نفسها، حين فضل الاستمرار داخل نابولي رغم المباريات القليلة التي خاضها الموسم الماضي.