تصر المكاتب المسيرة للأندية الوطنية الممارسة في الدوري المغربي الاحترافي، على تحميل إخفاقات فرقها للمدربين الذين يشرفون عليها، فتجدها تسارع لإعفائهم من مهامهم، لاتقاء "شر" انتقادات الجماهير وتحويل غضب هذه الأخيرة، في كل مرة، على الأطقم التقنية، في تغييب تام لمبدأ الاستقرار، وترجمةً لفشلها في تعيين الإطار المناسب منذ البداية وتحديد سياسة تدر على الفريق نتائج إيجابية وتوفير ظروف العمل للمدرب المشتغل معها. ومع بلوغ النسخة السادسة من البطولة الاحترافية جولتها الرابعة فقط، نجد أن رُبع الأندية الممارسة في الدوري تقريباً، قد عمدت إلى تغيير مدربيها، تلبيةً لنداءات جماهيرها وتعبيراً عن عدم رضاها عن النتائج المحققة مع بداية الموسم، وهو ما يطرح التساؤل عن النزيف الحاصل في إسقاط المدربين، مع كل موسم. والبداية هذا الموسم كانت مع فوزي جمال، الذي كسر القاعدة باتخاذه قرار الاستقالة من مهامه في تدريب النادي القنيطري بعد جولتين فقط قاد فيهما "فارس سبو"، منتقداً غياب أجواء العمل السليم داخل الفريق الذي عرف تطاحنات على مستوى المكتب المسير الذي استقال هو الآخر لحساب الرئيس الجديد، عبد الودود الزعاف الذي تعاقد مع مدرب أجنبي، في وقت كانت فيه الضحية الثانية هي حسن بنعبيشة الذي تلقى خبر انفصال إدارة نادي الكوكب المراكشي عنه في غرفة الملابس، مباشرةً عقب نهاية المباراة التي جمعت "فارس النخيل" بشباب الحسيمة عن الجولة الثالثة، بعد تدبدب مستوى الفريق المراكشي في الفترة الأخيرة والصعوبة الكبيرة التي بات يجدها من أجل الفوز، ليتم تعويضه بفؤاد الصحابي. أما الوداد البيضاوي، فقد انفصل هو الآخر عن مدربه الويلزي، جون توشاك، منتصف الشهر الماضي، ساعةً فقط بعد انتهاء المباراة التي تلقى فيها رفاق فابريس أونداما رباعيةً نظيفة أمام الزمالك المصري، وتسببت في خروجهم من دور النصف من منافسات العصبة الإفريقية، في وقت أكدت فيه مصادر رسمية من داخل إدارة الجيش الملكي، أن الإعلان عن قرار الانفصال عن المدرب عبد المالك العزيز هي مسألة وقت فقط، بعدما أبدى فشله في ضبط المجموعة والسيطرة عليها، فضلاً عن النتائج السلبية التي حققها مع "العساكر" في بداية الموسم الجاري. وكان عبد الحق "ماندوزا"، رئيس ودادية المدربين المغاربة، في حديث سابق مع "هسبورت"، استنكر الإقالات المتتالية للمدريبن في الدوري المغربي للمحترفين، وأصر على ضرورة إخراج قانون جديد يحفظ حقوق المدربين والأندية على حد سواء، وإيجاد صيغة توافقية للحد من "نزيف المدربين" في البطولة الوطنية، مشيراً إلى أن "الودادية" جمعت منذ أكثر من سنتين عددا من الاقتراحات من خلال جلسات مع مجموعة من الأطر التي تشتغل في الدوري المغربي، بهدف عرضها على فوزي لقجع، رئيس الجامعة الوصية، في أفق تنزيلها في أقرب الآجال، وهو ما لم يحصل إلى حدود الساعة.