تستعد الملاعب الأوروبية لاستضافة جولة جديدة من منافسات دور المجموعات بدوري الأبطال لكرة القدم والتي تطغى عليها هذه المرة النكهة الإسبانية- الألمانية بثلاث مواجهات سيكون أبطالها بروسيا دورتموند- ريال مدريد وأتلتيكو مدريد- بايرن ميونخ وبروسيا مونشنغلادباخ-برشلونة على ملاعب الفرق المذكورة أولا. وباستثناء المواجهة التي سيكون ملعب "بروسيا بارك" شاهدا عليها بين البلاوغرانا وغلادباخ، تحمل المواجهتان الآخرتان ذكريات كثيرة في تاريخ البطولة الأكبر في القارة العجوز منها السعيد ومنها المؤلم، مثل نهائي بطولة 1974 والأول في تاريخ أتلتيكو مدريد ولكنه كان ألمانياً بتتويج البايرن، قبل أن يعود رجال الأرجنتيني دييجو سيميوني بعد 42 عاما ويثأروا لأنفسهم بإقصاء الفريق البافاري من نصف نهائي النسخة الأخيرة. ومن الواضح أن الفريقين يعتبران ضمن المرشحين وبقوة لبلوغ الأدوار النهائية للبطولة، حيث استهل "الروخيبلانكوس"، وصيف النسخة الماضية، مشواره بفوز خارج القواعد على حساب أيندهوفن الهولندي، في الوقت الذي أحسن فيه البايرن استقبال روستوف الروسي وأمطر شباكه بخماسية نظيفة. وعلى الرغم من أن العملاق البافاري بدأ الموسم بهيمنة معتادة على صدارة البوندسليغا، إلا أن بروسيا دورتموند يعتبر أحد أفضل الفرق داخل القارة العجوز التي تقدم كرة ممتعة منذ بداية الموسم بمجموعة شابة ومتجانسة من اللاعبين استطاعت أن تجمع بين متعة الأداء والغزارة التهديفية. ولهذا، يضع ريال مدريد، الذي استهل مشوار الدفاع عن لقبه بفوز دراماتيكي في عقر داره أمام سبورتنغ لشبونة (2-1)، في حساباته جيدا أنه مقبل على اختبار صعب للغاية على ملعب "سيجنال إيدونا بارك" الذي لا يعد فألا حسنا بالنسبة له عندما خسر خلال آخر زيارتين. في المقابل، دشن "أسود الفستفاليا" مشوارهم في البطولة بافتراس ليجيا وارسو البولندي على ملعبه بنصف دستة من الأهداف (0-6). ومما يزيد من قلق جماهير الميرينغي هو أداء الفريق الباهت خلال آخر مواجهتين في الليغا وفقد خلالهما أربع نقاط كاملة بالتعادل في "سانتيغو برنابيو" أمام فياريال (1-1)، ثم تعادل آخر أمس السبت أمام لاس بالماس بهدفين لمثلهما ليتقلص الفارق لصالحه في الصدارة إلى نقطة مع غريمه التقليدي وملاحقه المباشر برشلونة. وفي المجموعة الثامنة، استطاع إشبيلية أن يستهل مسيرته بالعودة بتعادل سلبي بطعم الفوز من عقر دار يوفنتوس الإيطالي، وهي التي ستساعده في المباراة المقبلة عندما يستقبل ليون الفرنسي، الذي يتصدر المجموعة بعد فوزه بثلاثية نظيفة على دينامو زغرب الكرواتي، على ملعب "رامون سانشيز بيثخوان" والتي يدخلها بهدف الفوز فقط. وفي المباراة الأخرى سيحل "البيانكونيري" ضيفا ثقيلا على الفريق الكرواتي، في مباراة، نظريا، تدنو الأفضلية فيها للعملاق الإيطالي. أما مانشستر سيتي الإنجليزي، منافس برشلونة الرئيسي في المجموعة الثالثة، فسيسعى لمواصلة مشوار الإقناع الذي بدأه منذ انطلاقة الموسم في البريميير ليغ ودوري الأبطال على حد سواء تحت قيادة الإسباني بيب غوارديولا، وذلك عندما يحل ضيفا على ملعب "سلتيك بارك" معقل سلتيك الإسكتلندي الذي تكبد هزيمة مخزية أمام البلاوغرانا بسباعية نظيفة في الجولة الافتتاحية. وفي المجموعة الأولى، يسعى باريس سان جيرمان الفرنسي لتدارك البداية الباهتة في البطولة بالسقوط في فخ التعادل الإيجابي في عقر داره "حديقة الأمراء" أمام أرسنال الإنجليزي وعدم التفريط في نقاط مواجهته أمام لودوغوريتس البلغاري الذي تعادل هو الآخر خارج قواعده مع بازل السويسري. أما أرسنال الإنجليزي فيستضيف على ملعب "الإمارات" نظيره بازل السويسري في مباراة محسومة نظريا لصالح كتيبة "الجانرز" لاسيما بعد الأداء الرائع له في البريميير ليغ السبت في دربي لندن أمام تشيلسي والفوز بثلاثية نظيفة. أما ثالث الممثلين الإنجليز، ليستر سيتي، فتمكن من تحقيق بداية قوية في البطولة تنسي جماهيره قليلا خيبة النتائج في الدوري المحلي، وذلك بعدما فاز خارج ملعبه على كلوب بروج البلجيكي بثلاثة أهداف دون رد. وسيستقبل "الثعالب" على ملعبه "كينغ باور ستاديوم" بورتو البرتغالي، الذي فقد نقطتين في عقر داره بالتعادل أمام كوبنهاجن الدنماركي، وعينه على اقتناص الثلاث نقاط ومواصلة التحليق في الصدارة. وسيحاول كل من موناكو الفرنسي ونابولي الإيطالي أن يدافعا عن الصدارة في مجموعتهما عندما يستضيف الأول باير ليفركون الألماني ضمن المجموعة الخامسة، بينما سيستقبل الثاني بنفيكا البرتغالي ضمن المجموعة الثانية.