سارع المكتب المسير لنادي الوداد البيضاوي لإعلان انفصاله عن مدربه الويلزي، جون توشاك، ومدرب حراس مرمى الفريق، وكذا معده البدني، دقائق فقط بعد نهاية المباراة التي تجرع فيها الفريق "الأحمر" هزيمة مذلة، برباعية نظيفة، أمام الزمالك المصري، برسم ذهاب دور نصف نهائي منافسات "العصبة" الإفريقية، ليكون بذلك الطاقم التقني للنادي، بشكل أو بآخر، كبش الفداء الذي أُجبر على تقلد مسؤولية الأداء "الفاضح" للمجموعة "الودادية" في المباراة المذكورة. واستغرب المتتبعون التفاعل السريع للمكتب المسير للوداد البيضاوي، برئاسة سعيد الناصيري، مع النتيجة المذكورة، وما تلاها من انفصالات وتنصيبات جديدة، علماً أن الجمهور "الودادي" كان قد طالب بإقالة توشاك سابقاً عندما كلف عناده خزينة الوداد لقباً جديداً في الدوري المحلي، خروجاً "صاغرا" في منافسات كأس العرش، فما كان من المكتب المسير إلا أن جدد عقد المدرب السابق لريال مدريد، ودافع عنه باستماتة مع كل زلة كانت تقض مضجع الغيورين على النادي. وتساءل الجمهور عن السر وراء هذا التماطل الكبير في التعامل بصرامة مع الفكر التكتيكي "البالي" لجون توشاك، وما قابله من سرعة في الانفصال عنه بعد "الرباعية"، معتبرين أن هذه الخطوة غير المحسوبة، جاءت لتحويل الأنظار عن الأخطاء التسييرية لمكتب الناصيري، وامتصاص غضب الجماهير بتحقيق مطلبهم بفك الارتباط بتوشاك، الذي ظل معلقاً حتى تمت الاستجابة له بما يخدم مصالح المسؤولين عن النادي. واعتبر بعض "الفايسبوكيين" خطوة الناصيري بإبعاد توشاك، وكذا بعض اللاعبين المرفوضين جماهيرياً، والذين كانوا إلى وقت قريب ثوابت في مفكرة المسؤولين عن النادي، خطوةً ضمن حملته الانتخابية بتوصيات من حزبه، الأصالة والمعاصرة، الذي فرض عليه الاستجابة سريعاً لمطالب الجماهير، من أجل نيل رضاها قبل استحقاقات 7 أكتوبر التي ترشح فيها الناصيري في دائرة آنفا في الدارالبيضاء، والتي تعد من إحدى النقاط "الودادية" في المدينة. وبغض النظر عن المسؤولية التي تحملها "المسؤول التقني" عن الفريق في تذكية بوادر الأزمة بالقلعة "الحمراء"، فقد تسربت أخيراً مجموعة من المعطيات من البيت "الودادي"، تؤكد وجود انفلاتات في صفوف اللاعبين، وكذا بعض المسيرين؛ وما قضية سهر الثلاثي "الودادي" في إحدى ملاهي الإسكندرية بعد الخسارة برباعية، سوى دليل على ذلك، وهو ما يطرح التساؤلات عن الأحوال داخل النادي، والدور الذي تقوم به رئاسة البعثة في مثل هذه التنقلات، التي يغيب عنها الناصيري، خاصةً في هاته الفترة التي بات فيها تفكير الرجل منصبا على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.