أقر يحيى سعيدي، العداء السابق والباحث في القوانين الرياضية، بأن المغرب من البلدان التي تفتقد للتقليد الأولمبي، ولا تؤمن بالبحث العلمي في إطار تطوير الرياضة الوطنية، وذلك تعقيباً على المشاركة الضعيفة والحصيلة المخيبة للبعثة المغربية في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، والتي أسفرت عن ميدالية برونزية وحيدة نالها الملاكم محمد ربيعي، في وقت غابت فيه أم الألعاب عن "البوديوم" في مشهد زكى مدى التخبط الذي تعيشه الرياضة المغربية وعجزها عن مواكبة التطور الحاصل في القطاع. وانتقد يحيى سعيدي، في تصريح ل"هسبورت"، الكيفية التي يتم بها التنصل من مسؤولية الإخفاق الأولمبي وإلقاء كل جهة اللوم على الأخرى في غياب تام لبوادر الاعتراف بالتقصير وبالتالي العمل على معالجة الخلل، قائلاً "مسؤولية الإخفاق هنا مشتركة بين الجامعات الرياضية، ووزارة الشباب والرياضة، وكذا اللجنة الأولمبية، لكن بدرجات..". وأضاف المتحدث نفسه "حتى الحكومة، وحزب العدالة والتنمية تحديداً، لا يضع الرياضة ضمن أولويات اهتماماته.. إذ لم تستجب للرسالة الملكية ومقتضيات الدستور، وفق مخطط النهوض بالرياضة الوطنية عكس باقي الميادين التي أخرجت مخططاتها إلى الوجود، وخصصت لها ميزانيات ضخمة لإنجاحها كالبيئة والسياحة..". وقال سعيدي إنه في حال لم تتحمل الأطراف المتدخلة في هذا الإخفاق مسؤوليتها وتتصالح مع ما هو علمي وعملي وتبتعد عن "الحيحة" في المقاهي دون أن تتوفر في ذلك المدير التقني "المزعوم" حتى مقومات "الكسال"، فإنه لا داعي لانتظار شيء في الأولمبياد المقبل في طوكيو بعد أربع سنوات، لأن الحصيلة ستكون أضعف مما تم تحقيقه في ريو، في ظل غياب استراتيجيات لتكوين أبطال يحملون الصفة دون الاستعانة بالمنشطات. ودعا المتحدث نفسه، المسؤولين عن القطاع الرياضي في المغرب لإيلاء الاهتمام لكل الرياضات، وعدم التركيز على كرة القدم فقط التي هي بدورها قد فشلت في التأهل للأولمبياد ولم تحقق شيئاً لحدود الساعة سوى الإقصاء تلو الآخر، رغم الميزانية الضخمة المخصصة لها (أزيد من 60 مليار للعام الواحد)، دون حسيب ولا رقيب.