تحظى رياضة الملاكمة المغربية بتمثيلية مميزة في دورة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها ريو دي جانيرو البرازيلية ابتداء من الجمعة المقبل وإلى غاية 21 غشت الجاري، بمشاركة 5 ملاكمين وثلاث ملاكمات، تلقوا دعوة من طرف الاتحاد الدولي للرياضة ذاتها أثناء مشاركتهم في بطولة العالم في كازان الروسية السنة الماضية. ويتصدر المنتخب الوطني للملاكمة محمد العرجاوي، (وزن أكثر من 91 كلغ) الذي يشارك للمرة الثالثة في الأولمبياد، بعدما سبق له أن أقصي من دور ربع نهائي في دورتي "بيكين 2008" و"لندن 2012"، وكان قريبا من الحصول على الميدالية النحاسية الأولمبية في كلتا الدورتين. العرجاوي كاد أن يتخلف عن السفر إلى "ريو"، على خلفية توقيفه عن ممارسة نشاطه الرياضي لأزيد من شهرين، قبل أن تتم تبرئته من تهمة تناول مواد محظورة من طرفة اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات. وتعول الرياضة المغربية بصفة عامة، والملاكمة المغربية بصفة خاصة على الملاكم محمد ربيعي، بطل العالم في وزن أقل من 69 كلغ في الدوحة، في أكتوبر الماضي، والذي تم اختياره كأفضل ملاكم في السلسلة العالمية للملاكمة الاحترافية للموسم الماضي، قبل أن يحظى بالعديد من الجوائز الشخصية وطنيا، باعتباره أفضل رياضي مغربي حاليا. وأعربت زبيدة وسام، الناطقة الرسمية باسم الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، ورئيسة البعثة المغربية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، عن ارتياحها لظروف إقامة الملاكمين المغاربة في القرية الأولمبية، مؤكدة أن مسؤولي اللجنة الأولمبية الوطنية حرصوا على توفير كل الظروف المواتية لإقامة الرياضيات والرياضيين المغاربة في ظروف جيدة. وصرحت وسام، في اتصال مع "هسبورت" من ريو دي جانيرو، قائلة: "حددنا برنامج تداريب عناصر المنتخب الوطني للملاكمة في حدود حصتين يوميا؛ الأولى على الساعة السابعة صباحا والثانية على الساعة الخامسة عصرا، بالإضافة إلى خلودهم إلى الراحة داخل غرفهم الشخصية..كما طلبنا منهم ألا تتعدى فترة الاستجمام داخل القرية الأولمبية ساعتين يوميا". وتستعد العناصر الوطنية رفقة أجود الملاكمين العالميين للمشاركين في "ريو"، في حين أثنت المسؤولة الجامعية ذاتها على الروح المعنوية العالية التي تسود داخل المجموعة الوطنية، مؤكدة أن الملاكمين يحذوهم طموح كبير للتتويج بميداليات أولمبية. "ننتظر من جميع الملاكمين والملاكمات المشاركين تحقيق ميداليات في هذه الدورة، بعدما استعدوا جميعا في الظروف نفسها وخاضوا معسكرات على أعلى مستوى في مدارس رائدة على مستوى الملاكمة العالمية"، تضيف زبيدة وسام. وتحظى المشاركة المغربية بحضور قوي على مستوى ملاكمة السيدات. وتقود البطلة الإفريقية خديجة المرضي (وزن75 كلغ) الملاكمة النسوية الوطنية، بعد أن حققت مشوارا مميزا في بطولة العالم التي أقيمت بأستانا في كازاخستان، قبل أن تقصى من دور ربع النهائي، وهو الدور نفسه الذي شهد إقصاء الملاكمة حسناء لشكر في وزن 60 كلغ، التي تشارك إلى جانب زهرة الزهراوي في "ريو2016". تجدر الإشارة إلى أن الملاكمة المغربية عرفت نقلة نوعية في السنة الماضية، بفضل المجهودات المبذولة من طرف عبد الجواد بلحاج ومحمد اللميني، تواليا، رئيس ونائب رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، إذ حظيت هذه الرياضة بإشعاع وطني ودولي من خلال تنظيم مباريات السلسلة العالمية للملاكمة الاحترافية، إضافة إلى احتضان المغرب بطولة إفريقيا في غشت الماضي، ما مكن الملاكمين المغاربة من احتكاك مهم. وعمدت الجامعة إلى الاستعانة بخدمات المدرسة الكوبية الرائدة في الملاكمة، في شخص المدرب الكوبي داغوبيرتو، بمعية المدير التقني الوطني منير البربوشي. وتحتفظ خزانة الرياضة المغربية الأولمبية بثلاث ميداليات في رف "الفن النبيل". وكان الملاكم عبد الحق عشيق سباقا للتتويج الأولمبي بإحرازه برونزية أولمبياد سيول سنة 1988، قبل أن يحظى أخوه محمد عشيق بالتتويج نفسه بعدها بأربع سنوات في أولمبياد برشلونة، لينتظر القفاز المغربي حتى أولمبياد "سيدني 2000" ليرى الملاكم الطاهر التمسماني يعود ببرونزية. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com