أبدى لاعبون دوليون سابقون تأثرهم النفسي البالغ لوفاة حارس مرمى المنتخب المغربي سابقا، عبد القادر البرازي، الذي انتقل يوم الجمعة إلى عفو ربه بأحد المصحات بحي أكدال بالرباط، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، مبرزين ما كان يتمتع به الفقيد من خصال أخلاقية رفيعة جعلته يحظى باحترام الجميع. وكان عبد القادر البرازي قد جاور المنتخب المغربي لعدة سنوات، وبصم على حضور متميز أيضا رفقة نادي الجيش الملكي الذي قاده للفوز بعدة ألقاب، كما احترف بنادي الإسماعيلي المصري كأول حارس مغربي يلعب في الدوري المصري. الحداوي: موت البرازي فقدان من الصعب تقبله وقال اللاعب الدولي السابق مصطفى الحداوي، الذي رافق الفقيد خلال أيام مرضه الأخيرة والتي تجاوزت الأربعين يوما، إن صحة البرازي كانت بخير حين استدعاه للمشاركة في المباراة التكريمية التي أقيمت بطنجة بين قدماء ريال مدريد وقدماء المنتخب الوطني المغربي، مما جعلهم يستبشرون خيرا بالوضعية الصحية للحارس القدير". وتابع الحداوي، في تصريحات ل"هسبريس الرياضية"، بأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، ولا رد لقضاء الله"، كما أن الموت من أسرار الخالق لا مفر منه، ويجب على الإنسان تقبله رغم الصعوبة النفسية التي ترافق هذا التقبل". وأفاد لاعب الرجاء الأسبق أن البرازي كان من خيرة اللاعبين، سواء على مستوى الأداء التقني داخل صفوف المنتخب، أو على المستوى الأخلاقي، مما جعله محبوبا من لدن الجميع، ويحظى باحترام جميع اللاعبين ومحبتهم، ليس فقط داخل صفوف المنتخب، بل داخل فريق الجيش الملكي وحتى الفريق المصري الإسماعيلي". وتطرق الحداوي إلى الدور الكبير الذي لعبه الملك محمد السادس في رحلة علاج الراحل، حيث إنه فور علمه بمرض البرازي أرسله على الفور إلى فرنسا، ثم أعاده إلى المركز الاستشفائي العسكري بالرباط، وبعد معاودته آلام المرض أبى إلا أن يدخله إلى أحد مصحة خاصة بالرباط، حرصا من ملك البلاد على الاهتمام بالمغاربة الذين قدموا خدماتهم لهذا الوطن"، يضيف الحداوي بتأثر. بصير: البرازي امتلك روحا وطنية عالية ولم يكن اللاعب الدولي السابق، صلاح الدين بصير، أقل تأثرا بوفاة الحارس عبد القادر البرازي، وانتقاله إلى جوار ربه، حيث أكد المتحدث أن البرازي "كان حارسا عملاقا لا يرضى بالهزيمة، ويتفانى بشكل كبير في خدمة القميص الوطني، وكان من بين اللاعبين الذين يمتلكون روحا وطنية لا يمكن مقارنتها". وأشار بصير إلى واقعة حلق البرازي شعر رأسه، وكتابة شعار النشيد الوطني "الله، الوطن، الملك"، دليل على حبه الكبير لوطنه، ورغبته في تحقيق النتائج الإيجابية للمنتخب المغربي، وهي صفات قل نظيرها في الوقت الراهن، مما يجعل فقدان البرازي شيئا من الصعب تقبله." وختم صلاح الدين بصير تصريحه لهسبريس الرياضية، بدعواته بالمغفرة والرحمة على عبد القادر البرازي، وأن يجعل الله مثواه الجنة، وأن يرزق أهله الصبر والسلوان. الداودي: اللهم اجعل مثواه الجنة وحين اتصالنا باللاعب الدولي السابق، رشيد الداودي الذي كان بجوار الراحل في صفوف المنتخب المغربي، لم يكن قد سبق إلى علمه خبر وفاة عبد القادر البرازي، وحين إخباره لم يستطع المتحدث الإجابة، وبقي صامتا برهة من الزمن جراء وقع الصدمة. وقال الداودي إن "الخبر كان صادما بالنسبة له، وأنه من الصعب عليه تقبله، لأن البرازي كان من خيرة اللاعبين الذين مروا من المنتخب، لتوفره على أخلاق عالية وطيبة، كسب بها قلوب كل من جاوره في المنتخب أو الفرق التي مارس فيها". وتمنى اللاعب السابق لفريق الوداد الرياضي، أن يكون مثوى الراحل جنان الخلد، وأن تكون معاناته مع المرض لسنوات عديدة مغفرة لذنوبه وأجرا وثوابا، "وإنا لله وإنا إليه راجعون".