رغم أنها مستخدمة في قطب التواصل، إلا أن الابتسامة لا تعرف طريقها إلى محيّا دنيا لحرش، التي جلبها علي الفاسي الفهري، بعد تعيينه بالتصفيق رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وتبثها ملحقة صحفية بجامعة الكرة منذ سنوات. بجسدها النحيل وعينيها "الناعستين" تصر دائما على التجهم في وجه بعض الصحافيين المغاربة، حتى وصفها مدير إحدى الجرائد الرياضية المتخصصة ب"عسكرية " الفاسي الفهري، المنتهية ولايته على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. اليوم قال لاعبون من المنتخب الوطني المُشارك في بطولة كأس إفريقيا للمحليين لكرة القدم، المقامة بجنوب إفريقيا، إن لحرش، قد منعتهم بأوامر صارمة من التواصل والإدلاء بأية تصريحات للصحافة المغربية، وهو ما لم يفعله حتى الناخب الوطني للمحلين حسن بنعبيشة، والذي حرص على التواصل مع الصحافة الوطنية قبل وأثناء بطولة "الشان". لكن علاقة الشد والجذب بين هذه "لحرش"، والصحافيين لم تنشأ اليوم الأحد، بل تمتد جذورها إلى فترة إشراف المدرب البلجيكي إريك غيريتس على المنتخب الوطني. **** في مغرب يُنفض فيه الغبار عن الحق في الولوج إلى المعلومة، استقدم علي الفاسي الفهري، مستخدمين جدد إلى قطب التواصل بالجامعة، ومن بينهم دنيا لحرش، التي حرصت منذ أن حطّت رجلها بالجامعة، على التعامل بطرائق انتقائية ولامهنية مع الصحافيين. ولم تكتف لحرش بالفضاضة والتعالي مع ثلة من الصحافيين، وتمكينها عبر مصور الموقع الإلكتروني للجامعة، لمنابر مُختارة بعناية من صور وأخبار المنتخب الوطني، بل عملت فوق ذلك على أن تسود الفوضى مسألة اعتمادات لقاءات المنتخب الوطني المغربي الودية والدولية، وفق شهادات استقتها هسبريس الرياضية وستنشرها قريبا في ملف خاص عن تدبير قطب التواصل بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ذات الصحافيين الذين يعتزمون تقديم عريضة احتجاجية حول تصرفات لحرش إلى الوزير الوصي على القطاع، وإلى الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، اعتبروا أن الجامعة تعرف شرخا كبيرا على مستوى التواصل. يحتاج إلى إعادة هيكلة وانفتاح أكبر على وسائل الإعلام الوطنية والدولية. ***** لكن السؤال المطروح هو من يؤدي راتب هذه "لحرش"، وآخرين جلبهم الرئيس المنتهية ولايته الفاسي الفهري، ولا زالوا يمارسون مهامهم رغم أن الفاسي الفهري رحل، وهل تحتاج الجامعة المغضوب عليها من طرف "الفيفا" إلى موظفين يغرفون من المال العام أو أعضاء منتخبين بطريقة شرعية. ثم هل قرأت دنيا لحرش، ورئيسها في قطب التواصل بالجامعة مضمون الرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس للمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضية في أكتوبر 2008؟ والتي يقول فيها الملك بالحرف "لايفوتنا في هذا المقام، التأكيد على دور الإعلام الرياضي في النهوض بهذا القطاع، باعتباره شريكا لا مندوحة عنه في نهضته المنشودة، فبفضل التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، صارت الرياضة تحظى بمتابعة واسعة تضعها تحت المجهر.." فلماذا تتعالى هذه "لحرش" على الإعلام الرياضي، ولا تتوانى في تعسير مهمة الصحافيين عوض تسهيلها، وهل من مهامها تدبير التواصل مع الإعلاميين الرياضين، أم تجفيف منابع ومصادر أخبار الصحافيين العاملين في الحقل الرياضي؟ نافذة: مشاكل التواصل في الجامعة لا تقتصر فقط على على صاحبة الصورة أعلاه، والتي تحيل المتصلين بها على ما يسمى بالموقع الإلكتروني للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل تمتد أيضا إلى الموقع المذكور، الذي يبث فقط باللغة الفرنسية ولا يتوفر على واجهة خاصة باللغة العربية، كما أنه يتعمد نشر بلاغات الجامعة بصيغة فرنسية فقط. وفي الوقت الذي لا يعرف فيه بالتحديد حيثيات صفقة إنشاء هذا الموقع ، الذي يتذيل المواقع الإلكترونية المغربية بسبب واجهته الكلاسيكية وضعف محتواه، وعدم توفره على مواد أرشيفية ، والذي لا يتوفر أيضا على واجهة باللغة الإنجليزية، فإن الغموض يلف المصاريف الشهرية، التي تهم ذات الموقع. هذا ويقوم موقع جامعة الكرة، في انتقائية واضحة بإمداد بعض الصفحات الرياضية للجرائد الوطنية وإحدى الصحف المتخصصة، بصور حصرية للمنتخب الوطني المغربي بجميع فئاته وخصوصا خلال الرحلات الخارجية والتداريب التي لا تحضرها الصحافة الوطنية، خصوصا وأن مصور الموقع الإلكتروني للجامعة، يشتغل في إحدى الجرائد الرياضية، علما أن منابر أخرى لا تستفيد من ذات الصور. *صحافي/ مهتم بالتدبير الرياضي