تتجه أنظار متتبعي وعشاق الكرة الوطنية، مساء غد الأحد، صوب المركب الكبير لطنجة الذي ستحتضن أرضيته مباراة ''الديربي'' البيضاوي رقم 120 بين الغريمين، الرجاء والوداد، برسم الجولة 27 من الدوري، في مباراة الموسم للطرفين، بالنظر إلى كون نتيجتها قد تحسم بشكل كبير في مسار رحلة الوداد للاحتفاظ بدرع البطولة، كما قد تحسم في حظوظ الرجاء من عدمها للمنافسة على اللقب خلال ما تبقى من دورات. وسيترقب عشاق الفريقين بشغف كبير ما ستحمله أطوار المواجهة على الرقعة الخضراء بعيدا عن المدرجات، إذ سيعتبر الجمهور هو الغياب الأبرز خلال المواجهة بعد عقوبة ''الويكلو'' التي أصدرتها جامعة الكرة في حق أنصار الرجاء، في وقت سابق على اعتبار أن الفريق "الأخضر" هو المستضيف. وستكون كل الأنظار تتجه لأقدام اللاعبين في الوقت الذي كانت أنامل وحناجر الجماهير تسرق الأضواء من الأداء التقني لأغلب مباريات "الديربي" الأخيرة، بفضل اللوحات التي يبدع عشاق الفريقين في رسمها في مدرجات ''دونور" خلال كل ''ديربي'' بين الغريمين، في ظل تواضع المردود التقني لجل مبارياته الأخيرة. وكغير العادة فضلت الكتيبة التقنية للفريقين التحضير للمباراة بشكل عاد كالتحضير لأي مباراة دون الدخول في أي معسكر إعدادي مغلق خارج البيضاء كما كان يتم عادة قبل كل مباراة مثيلة، بل أكثر من ذلك فتح الرجاء الحصة التدريبية الصباحية ليوم الخميس في وجه الجمهور، الذي حضر تمرين رفاق الراقي، والذي مر في أجواء وصفت بالحماسية، قبل أن يرحل "النسور" إلى طنجة، يوم أمس، الجمعة لاستكمال باقي التحضيرات. ومن جانبهم شرع رفاق الهجهوج في تحضيرات "الديربي" في مركب بنجلون في البيضاء بإجرائهم لأولى الحصص يوم الخميس المنصرم والجمعة قبل شد الرحال صوب مدينة طنجة على غرار الرجاء لمواصلة باقي التحضيرات بحضور كامل عناصر الفريقين دون أي غياب. وأرخت التوترات التي خلفتها التصريحات الأخيرة لبودريقة في أسبوع مشحون، بظلالها على المواجهة بما فيها ''ديربي'' الأمل، الذي تقرر إجراؤه بدوره دون جمهور رغم تبريره الأمني، إذ طالب أنصار الوداد في رسائل مباشرة للاعبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إثبات جدارة واستحقاق ما حققه الفريق بانتصار ثمين للرد على تصريحات رئيس الرجاء، كما أسهم الأمر كذلك في رفع المنح الاستثنائية التي تخصص كالعادة لعناصر الفريقين للدفع بها قصد الفوز بالنقاط الكاملة للمباراة، حيث خصص الناصيري منحة بلغت 3 ملايين سنتيما مقابل النقاط الثلاث، فيما وعد بودريقة بمبلغ مليوني سنتيم لكل لاعب. إلى ذلك سيدخل الرجاء المستضيف مباراة الأحد بشعار ''الحياة أو الموت''، إذ من شأن الفوز بنقاطها أن ينعش من جديد آمال الرجاويين في صعود ''بوديوم البطولة'' في نهاية الأسبوع الأول من يونيو المقبل، كما سيعد الانتصار إن تحقق للوداديين بمثابة ''ضرب عصفورين بحجر واحد''، الإقدام على خطوة كبيرة نحو اللقب 19، بالإضافة إلى إبعاد كلي للغريم التقليدي عن سباق المنافسة عليه في ما تبقى من الدوري. وفي ظل اختيار الرجاء "العالمي" دوما الحديث بلسان التاريخ والتذكير بتواصل الريادة الرجاوية على مستوى نتائج ''الديربيات''، ورد وداد "الأمة" بتربعهم على عرش الدوري كأكثر الفرق تتويجا به، سيبقى سؤال، لمن تقرع أجراس الفوز في "الديربي" 120؟ مفتوحا على كل الاحتمالات إلى أن يطلق بوشعيب الأحرش، قاضي النزال، صافرته النهائية هناك ب"عروس الشمال".