تسارعت الأحداث في الآونة الأخيرة، حتى كاد لا يمر أسبوع تقريباً حتى تنفجر في وجه المتتبع للشأن الكروي فضيحة أو تصريح ناري من مسؤول في أحد الأندية، أو "كذبة" من رئيس الجامعة، أو قرار فدرالي جريء.. حتى بات هذا المهتم الشغوف باللعبة الأكثر شعبية في العالم والبلاد، مقاوماً لكل أنواع الصدمات، فما الأشد قساوةً على متتبع أكثر ما يجعله منتشياً ومسيطراً على غضبه من حدة المشاكل الاجتماعية التي يعيشها، أكثر من أن يخرج عضو من المكتب الجامعي ليعلن أن مشاعر الشغوفين بهذه اللعبة، باتت لعبةً بين أيادي السياسيين. وما إن بدأ المتتبع في هضم مباراة الوداد البيضاوي ومولودية وجدة، وما أثارته من لغط حول مستواها التحكيمي، وما تلاها من تصريحات لمدير الحكام، يحيى حدقة، يؤكد فيها أن جل القرارات التحكيمية التي أعلن عنها توفيق كورار في المباراة المذكورة كانت صحيحة، حتى خرجت لجنة التأديب لتلغي بطاقتين حمراوين عن نفسه اللقاء، لصالح كل من علي رشدي ومحمد جواد، وكذا البطاقة الصفراء للحارس عصام الحلافي، في خطوة زكت مشاهد العبث الذي تسير عليه الجامعة الملكية المغربية ولجانها. حدقة الذي توارى عن الأنظار بعد البلاغ المفاجئ للجنة التأديب للجامعة، ورفض الرد على اتصالات "هسبورت" لتفسير تغير موقفه، عكس ما كان عليه الأمر بعد المباراة عندما رد على تساؤلاتنا بحماس استعراضي كبير، مؤكداً أن لجنته قد أعادت مشاهدة المباراة في أكثر من مرة، وتأكد لها أن قرارات كورار كلها صحيحة، بل وإنه تمت مساءلة الحكم عن عدم منحه ضربة جزاء لصالح الوداد، ليبقى التساؤل محصوراً في صيغتين، هل تم الضغط فعلاً على يحيى حدقة ليخرج بالتصريحات السابقة الذكر، أم أنه تم الضغط على لجنة التأديب لإلغاء قرارات الحكم التي سبق أن أشاد بها حدقة؟ وفي جميع الحالات، فإن الأمر هو ترجمة لواقع العبث الذي تتخبط فيه الجامعة الوصية. وبعد هذا المستجد الذي بقدر ما سيخدم مصالح المولودية الوجدية في مباراتها المقبلة أمام أولمبيك آسفي، بقدر ما سيبقى وصمة عار في ولاية فوزي لقجع الجامعية، أثبت بودريقة في نظر الكثيرين صحة اتهاماته (أو جزء منه على الأقل)، فخرجته الإعلامية التي شكك من خلالها في نزاهة الدوري، في الأول والأخير، كانت بسبب الفصول المثيرة التي عرفتها مباراة الوداد والمولودية بطرد ثلاثة لاعبين من ممثل الشرق ومدربهم، فضلاً عن حالتي طرد بعد انتهاء اللقاء، فهل يكون موقف الجامعة الذي زكى التناقضات بين لجانها ورقةً رابحة في ملف بودريقة، الذي ما زال يؤكد أن تسريب عقد لاعبه، باباتوندي، كان من دهاليز الجامعة؟ للإشارة فقط، فإن مصدر مقرب من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كان قد أكد ل"هسبورت"، أن هذا الأخير مستعد لتقديم استقالته والانسحاب نهائياً من التسيير داخل دواليب الجهاز الوصي على اللعبة محلياً، في حال أثبت بودريقة، نائبه الأول ورئيس الرجاء البيضاوي، واحداً من اتهاماته للجامعة والعصبة الاحترافية بالتآمر على الرجاء ومساعدة الوداد البيضاوي للظفر بلقب الدوري.