جمال اسطيفي عندما اهتز المشهد الكروي في المغرب على وقع التصريحات المثيرة للجدل لمحمد بودريقة رئيس الرجاء عقب مباراة فريقي الوداد ومولودية وجدة، التي شهدت إشهار الحكم لخمس بطائق حمراء فضلا حفنة من البطائق الصفراء، خرج يحيى حدقة مدير مديرية التحكيم بتصريحات صحفية قال فيها إن الحكم أدار المباراة بشكل جيد، وأنه إذا كان هناك ما يجب أن يناقش فهي ضربة الجزاء التي لم يمنحها للاعب الوداد اسماعيل الحداد، وأن الباقي ستتم مناقشته بعد أن يتم التوصل بتقرير مراقب المباراة. بيد أن الأمور ستأخذ اتجاها عكسيا، فقد احتج فريق مولودية بشدة، ونظم أنصاره وقفة احتجاجية، ودخل سياسيون على الخط، قبل أن يصف الفريق الوجدي جامعة الكرة بأنها جامعة «السماسرة»، ثم اشتعلت الأمور بحدة، وبدا أنها تمضي في طريق مظلم، خصوصا مع دخول ساسة وأحزابا على الخط، لبدء حملاتهم الانتخابية السابقة لآوانها. أول أمس اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية، وهي اللجنة التي ناقضت كليا ما سبق أن ذهب له يحيى حدقة، إذ قررت إلغاء البطاقتين الحمراوين التين حصل عليهما كل من علي الراشدي في الدقيقة 82، ومحمد جواد في الدقيقة 95، فضلا عن سحب البطاقة الصفراء التي كان حصل عليها الحارس عصام لحلافي في الدقيقة 35، وهو الإنذار الذي كان سيغيبه عن مباراة اولمبيك آسفي المقبلة. وبالإضافة إلى ذلك فإن الحكم توفيق كورار الذي قاد المباراة تم توقيفه، إذ لم يتم تعيينه لقيادة أي مباراة سواء في البطولة «الاحترافية» أو في القسم الثاني. ماذا تعني كل هذه القرارات؟ إنها تعني بكل بساطة أن أخطاء تحكيمية لا نعرف هل هي مقصودة أم لا قد ارتكبت في المباراة، وتعني أكثر أن هناك أمورا ليست على ما يرام، وأن هناك ارتباكا كبيرا داخل دواليب الجامعة، في كيفية التعامل مع كل هذه الوقائع، أما الأهم من كل هذا فهو أن الثقة أصبحت غائبة، وهو أمر ينذر بالخطر، خصوصا أن أي خطأ تحكيمي سيتم إدراجه في خانة المؤامرات، سيما أن تصريحات النائب الأول لرئيس الجامعة محمد بودريقة باتت تغذي هذا الطرح. لقد هدد فوزي لقجع رئيس الجامعة بأن يستقيل من مهامه إذا ثبت ادعاء واحد من الأمور التي أعلن عنها بودريقة، لكننا اليوم لسنا في حاجة إلى التهديد أو التلويح بالاستقالة، بل إلى وضع الأمور في نصابها وإلى التعامل بصرامة مع الكثير من السلوكات التي باتت تطبع المشهد الكروي، و حولته بحسب الكثيرين إلى سوق مفتوح لمن يدفع أكثر. لقد ارتكبت الجامعة الكثير من الأخطاء وخصوصا في التعامل مع قضايا الاتهام بالتلاعب، فقبل بودريقة فعلها حسن الفيلالي رئيس اتحاد الخميسات، وسار على نهجه نور الدين البيضي ثم عبد المالك أبرون، وهؤلاء جميعهم أعضاء في المكتب الجامعي، لكن للأسف الشديد فإن الجامعة كانت تتعامل بصرامة مع من هم خارج لائحة المكتب الجامعي، كما وقع مع حسن بلخيضر الكاتب العام لاتحاد طنجة الذي تم توقيفه لعامين أو الضور الكاتب العام لحسنية أكادير، لكنها تتحول إلى نعامة مع الأعضاء الجامعيين. لقد قلنا في وقت مضى إن التعامل بانتقائية وبالكيل بمكيالين وبالترضيات وبجبر الخواطر سيدفع الجامعة إلى الهاوية، وها هي الأمور تسير في هذا الاتجاه.