انقسم الشارع الرياضي المغربي بين مؤيد لفكرة حل "الأولتراس" ومنعها من الولوج إلى الملاعب بصفة نهائية، وبين متشبث بها شريطة إصدار مجموعة من القوانين والضوابط التي تسهل مراقبة ومواكبة هذه "الحركية"، رغبة في الحفاظ على إيجابياتها المتمثلة في إضفاء الجمالية على المدرجات ومساعدتها في ملء جنبات الملاعب أثناء المباريات، مقابل محاصرة سلبياتها وخاصة ظاهرة "الشغب" داخل وخارج الملاعب. وعبرت فئة من محبي كرة القدم الوطنية عبر تعليقات في الصفحة الرسمية ل"هسبورت" عن غضبها الشديد مما حدث، أول أمس السبت، في مدرجات مركب محمد الخامس، مطالبة بإنهاء نشاط الفصائل المشجعة للأندية، مرجعة ذلك إلى عدد الضحايا من الشباب المغربي الذين باتوا يفقدون حياتهم جراء حوادث مرتبطة ب"شغب كرة القدم" داخل أو خارج الملاعب، داعية في الآن ذاته إلى تشديد المراقبة على باقي الجماهير التي تحج إلى الملاعب. وأضاف هذا الجانب من الشارع الرياضي المغربي أنه بات لزاما على جامعة الكرة والدولة اتخاذ تدابير استعجالية من أجل القضاء على هذه الظاهرة بصفة نهائية، ووضع خطة تنظيمية توزع على كافة الأندية الوطنية، تضم تدابير مثل إلغاء بيع التذاكر يوم المباراة، ورفع العقوبات بالنسبة إلى متعاطي المخدرات داخل الملعب والحاملين للأسلحة البيضاء، مع تعزيز المراقبة عند أبواب المركبات الرياضية وبداية الاعتماد على الأبواب الإلكترونية. ورفضت فئة أخرى من متتبعي الكرة الوطنية حل "الأولتراس"، داعية في الآن ذاته أعضاء "الحركية" في المغرب إلى التعقل، وعلق أحدهم قائلا "الله ارحم ليكم الواليدين الخوت ديرو عقلكم راه الموفمون هو لي فخطر كبير ومن المحتمل يحبسوا الأولتراس"، فيما أضاف آخر "الحل يكمن في توفير التأطير التربوي والأمني لها لا منعها، فقد تصبح مدرسة لفنون التشجيع الرياضي وتساهم في تربية الشباب وإبعاده عن كل مظاهر الانحراف إن توفرت لها الشروط التربوية والحماية اللازمة لتقوم بأدوارها". وأشارت هذه الفئة إلى ضرورة تعزيز الأمن داخل وخارج الملاعب، وإعادة النظر في دور المجتمع والأسرة والمدرسة في التربية والتوعية بمخاطر هذه الظاهرة، وما قد تكون له من انعكاسات على صحة وسلامة المواطنين، خاصة الشباب منهم. وتطورت مظاهر الشغب في ملاعب كرة القدم المغربية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن عدد ضحايا هذه الظاهرة يرتفع باستمرار سنة بعد أخرى، إذ ورغم التنديد بها من قبل الأندية وجامعة الكرة ووزارة الشباب والرياضة إلا أنهم عجزوا عن وضع إستراتيجية ناجعة للحد من "فيروس الملاعب" بشكل نهائي.