سيكون لديربي الشمال بين اتحاد طنجة وشباب الحسيمة، الذي ستحتضنه مدينة البوغاز يوم السبت المقبل، نكهة خاصة، ليس فقط لكونه يعد بالمنافسة القوية بين الطرفين، بل كذلك لأنه سيجمع بين فريقين بطموحات متناقضة، الاتحاد الذي يسعى إلى تأكيد حضوره اللافت وشباب الحسيمة الطامح إلى الإفلات من المراتب السفلى. ففريق اتحاد طنجة، رغم الضائقة المالية التي ما فتئ يشكو منها مسؤولو النادي في كل مناسبة، حقق إلى غاية المقابلة الماضية التي جمعته بالمغرب الفاسي نتائج طيبة بوأته المرتبة الثالثة في سبورة الترتيب ب27 نقطة، وجعلت منه فريقا يضرب له ألف حساب، خاصة وأنه يضم مدربا خبيرا بالدوري المغربي مشهود له بالكفاءة ولاعبين من بين خيرة لاعبي البطولة الوطنية. وفي المقابل فريق شباب الريف الحسيمي الذي لم تشهد نتائجه الايجابية الاستقرار طيلة الشطر الأول من البطولة الاحترافية إضافة إلى هزيمته الأخيرة في ملعب ميمون العرصي، وهو ما يحتم عليه ترتيب أوراقه التقنية واستجماع قواه لمواجهة الشطر الثاني من البطولة بنفس جديد وطموح يعكس انتظارات جمهوره العريض خاصة بعد التعاقد مع مدرب له من الكفاءة والخبرة لمساعدة النادي الريفي على تخطي كل المعيقات والهروب من أسفل الترتيب. وإذا كانت المعطيات العامة تؤهل اتحاد طنجة للفوز بمقابلة الديربي قبل الرحيل إلى تطوان خلال الدورة ال18 لمواجهة غريمه التقليدي المغرب التطواني، فإن مقابلات الديربي وطنيا ودوليا غالبا ما تتميز بالندية الكبيرة، وبالتالي يكون من الصعب التكهن بالنتيجة، كما أن شباب الريف الحسيمي قد لا يعتبر أنه يجري المقابلة في ملعب غريب بحكم وجود الناديين في جهة واحدة ووجود عدد كبير من مناصري النادي في مدينة طنجة والنواحي خاصة منهم الذين يتحدرون من منطقة الريف، وهو ما سيزيد الفريق الحسيمي حماسا لتحقيق الانتصار كما حققه في الدورة الثانية من البطولة على حساب اتحاد طنجة، وكانت الإصابة الوحيدة التي عرفتها المقابلة من تسجيل اللاعب المحنك وعميد الفريق عبد الصمد المباركي. ويرى عبد الحق بنشيخة، مدرب اتحاد طنجة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الديربي المرتقب، أن المقابلة ستكون صعبة جدا للفريقين، على اعتبار أن الفريق الحسيمي استقطب بعد مرحلة الذهاب لاعبين متمرسين ومدربا محنكا، إضافة إلى كونه يسعى إلى تحقيق الصحوة بعد النتائج السلبية التي سجلها عامة خلال الشطر الأول من البطولة والهزيمة الأخيرة في عقر داره، مؤكدا في الوقت ذاته أن كل فرق البطولة المغربية تسعى إلى تحقيق نتائج ايجابية سواء تلك التي توجد في المقدمة أو في أسفل الترتيب. وأضاف المتحدث ذاته أن فترة توقف البطولة كان لها انعكاس سلبي بصفة عامة على إيقاع الممارسة الكروية، وهو ما حتم على فريق اتحاد طنجة الاستعداد بجدية أكبر للشطر الثاني من البطولة لاسترجاع ميكانيزمات اللعب والرفع من مستوى اللياقة البدنية وضمان الانسجام بين خطوط الفريق. ومن جهته، اعتبر أسامة غريب، عميد فريق اتحاد طنجة، في تصريح مماثل، أنه لا بديل لاتحاد طنجة عن الانتصار لضمان الاستمرارية في مقدمة ترتيب البطولة، كما أنه غير مسموح للفريق بعد النتائج الإيجابية التي سجلها منذ بداية الموسم الكروي تحقيق نتائج سلبية رغم أن مباريات الديربي تتميز بندية كبيرة. وأكد أن الفريق عازم على مواصلة خطه التصاعدي والسير على النسق نفسه وكسب مزيد من النقط لتحقيق حلم جمهوره العريض في الحصول على المراتب الأولى والتأهل إلى إحدى المنافسات الإفريقية، خاصة وأن الفريق الذي يضم خيرة لاعبي البطولة الوطنية يتميز بانسجام كل مكوناته التقنية والإدارية.