تجرأ فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بوقاحة منقطعة النظير، على الكذب على 35 مليون نسمة مغربية، عبر القنوات التلفزية العمومية، عندما نفى الخبر الذي تسرب من داخل قصر المؤتمرات في الصخيرات أمس، والذي تحدث عن أنه تقرر رسمياً إقالة الناخب الوطني، بادو الزاكي، وتعويضه بالفرنسي، هيرفي رونارد، قبل أن يعلن صباح اليوم صحة الخبر بشكل رسمي. ولم يجد رئيس مؤسسة ملكية عريقة حرجاً في أن يكذب على المغاربة بشكل مباشر ومستفز، حسب ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي التي عبرت عن استيائها من تصريح لقجع للإعلام المغربي مساء أمس الذي نفى فيه وجود أي نية للتخلي عن خدمات الزاكي، وأنه استغرب من إشاعة خبر إقالته وأن أي قرار من هذا النوع ستكون له الشجاعة لإعلانه بشكل رسمي، قبل أن يخرج بعد 12 ساعة فقط ببلاغ يشهر فيه الطلاق من بادو الزاكي بالتراضي. لقجع الذي كان إما جباناً أو قمةً في الوقاحة عندما اختار الكذب والضحك على ذقون المغاربة بذلك الشكل الذي أثار حفيظة الشارع الكروي والرأي العام، أو "بيدقاً" إن كان فعلاً لم يكن على اطلاع بقرار حاسم ومصيري متعلق بالمنتخب الوطني الأول، كالاستغناء عن الناخب الوطني قبل حتى أن ينهي المهمة التي جاء من أجلها، والتي استنزفت من جيوب المغاربة الملايير دون حسيب أو رقيب. وربما لقجع كان ماكراً عندما اختار السكوت وتضليل المغاربة، إعلاماً ومتتبعين، حتى إخلاء قصر المؤتمرات في الصخيرات من الحضور، تفادياً لأي محاسبة عن تفاصيل التقرير المالي التي كانت جل أرقامه، مُبَذّرة على المنتخبات الوطنية التي زادت الكرة المغربية إذلالاً في حقبة "دلال" لقجع ونهب أموال شعب ما زال يؤمن بأن الكرة المغربية ستستفيق من غيبوبتها.. وأعفى لقجع شريحة كبيرة من عناء البحث عن الداء الذي أصاب مستديرتا، عندما جسد لنا بالصوت والصورة، دور الصادق الكاذب، الذي ظهر أمام الكاميرا بقناع الواثق والصريح، وأرسل الجميع للخلود إلى النوم على أساس أن مزحةً ثقيلة الظل تم تداولها مساءً، ونفاها المسؤول الأكبر عن القطاع، ليستفيق الجميع على خبر إعلان إقالة الزاكي، ويقر المغاربة بأن لقجع جبان ووقح وبيدق.. ويطالبون بمحاسبته على كذبته.. ليكون عبرةً للكثيرين مثله في مراكز القرار.