خلافا لما هو معروف عنه، فقد لعب الرجاء البيضاوي المغربي باقتصاد كبير جدا في مواجهته لنادي أتلتيكو منيرو البرازيلي، ليضرب عصفورين بحجر واحد، الإبقاء على جزء مهم من طاقته للمباراة النهائية، التي ستجمعه، السبت المقبل، بنادي بايرن ميونيخ الألماني، وتسجيل نقط الفوز الضرورية لبلوغ موقع متقدم جدا من الحدث العالمي. وتجلى اقتصاد الرجاء البيضاوي في خطته الدفاعية، تلك التي ركز من خلالها مدربه التونسي فوزي البنزرتي على البقاء في محيط منطقة العمليات، والانطلاق منها، في كل مرة، إلى الأمام بحثا عن هدف من هجمة مضادة، أثمرت ثلاثة منها أهدافا جميلة، وكان بالإمكان أن تثمر أهدافا أكثر لو عرف لاعبو الرجاء كيف يركزون أكثر وهم يبلغون مرمى الحارس البرازيلي. وبدا واضحا من الوهلة الأولى أن لاعبي الرجاء امتثلوا للخطة المرسومة من قبل المدرب التونسي فوزي البنزرتي، والتي مفادها ضرورة الحذر الشديد من الخط الهجومي الخطير والسريع لأتلتيكو منيرو، بخاصة أن تحركاته تبدأ من قدمي لاعب موهوب جدا، وهو رونالدينهو، هذا الذي لم يخرج خالي الوفاض، بل سجل واحدا من أبرز الأهداف في الدورة الحالية لكأس العالم للأندية، من ضربة حرة مباشرة تابعها الحارس الرجاوي المتألق خالد العسكري بعينيه فقط. وقد فعل اللاعبون الرجاويون خيرا عندما امتثلوا للخطة التي رسمها لهم البنزرتي، ذلك أنهم استفادوا على مستوى اللياقة البدنية، فلم يستنفذوا كل ما لديهم من مخزون طاقي، كما أنهم قطعوا الطريق على كل الهجمات البرازيلية، حيث أن اللاعبين البرازيليين لم يجدوا أي سبيل إلى مرمى خالد العسكري، وفي المرات القليلة التي وصلوا فيها إلى منطقة عملياته لم تكن هجماتهم خطيرة جدا، إلا فيما ندر. تبعا لذلك كله، لم يظهر الرجاء بأسلوب لعبه المعهود فيه، وهو التمرير القصير، والمراوغة، وتبادل الكرات في المناطق الضيقة، فذلك لم يكن ليجديه في شيء، بخاصة وهو يلعب أمام خصم لديه مواهب كثيرة، ويمكنه بذلك قلب النتيجة في أي لحظة، ما لم يكن مسيجا بدفاع على أهبة الاستعداد للتصدي له دون أي فتور قد يكون مكلفا جدا. على كل حال، الرجاء البيضاوي المغربي كان في مستوى الحدث العالمي، فاستفاد بفضل حماسه وجديته من الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية فيثاني مشاركة له فيه، بعد أن شارك في نسخته الأولى سنة 2000، كما أفاد معه كأس العالم نفسه الذي حظي بجماهيرية غير مسبوقة، على اعتبار أن فريق البلد المنظم لم يخرج من دور ابتدائي، ولو حدث ذلك لما كان هناك أي إقبال كبير، والدليل فراغ ملعب أكادير من الجماهير في المباراة الأولى لنصف .النهائي بين البايرن وجوانزهو الصيني. * وكالة أنباء الأناضول