الرجاء على بعد ساعة ونصف من المعجزة.. وهي الفوز بكأس العالم للأندية.. هذا الضيف المفاجأة، كما سمته صحيفة فرنسية، قلب كل المعادلات، وبلغ النهائي، وهو اليوم يحلم بالكأس، ومن حقه ذلك.. يتعين على الرجاء البيضاوي لكرة القدم، إن هو أراد التفوق على البايرن ميونيخ الألماني، في نهائي كأس العالم للأندية، مساء اليوم (السبت)، بملعب مراكش الدولي، أن يكون أكثر واقعية من أي وقت مضى، ويقتصد في اللعب، مستلهما من طريقة لعبه أمام أتلتيكو منيرو، بالاعتماد على الهجمات المضادة، والتركيز بشكل كلي عند منطقة عمليات الحارس البافاري مانويل نوير. فقد ذكر التونسي فوزي البنزرتي، في أحاديث للإعلام، عقب التأهل إلى النهائي، أن أخشى ما يخشاه على لاعبيه هو الإجهاد، ما يعني أنه يفكر مليا في الطريقة التي يمكنها أن تتيح له الاستفادة من نقط قوة فريقه، المتمثلة أساسا في التركيز الذهني الكبير، وقدرة الخط الهجومي على الإسراع بالكرة نحو المرمى، واستثمارها على النحو الجيد، على اعتبار أن أي تعويل منه على الجانب اللياقي قد يكون انتحارا أمام فريق من أقوى نقط قوته لياقة لاعبيه البدنية، ليس فقط لأنهم يتمتعون ببنيات جيدة، ولكن أيضا لأنهم لم يلعبوا سوى مباراة واحدة في هذه المنافسة، مقابل ثلاث مباريات، في وقت ضيق جدا، للرجاء. ويبدو أن البنزرتي يدرك جيدا إلى أي حد سيكون مطالبا باللعب على الوتر الحساس للألمان، وإن ندر لديهم هذا الوتر، على اعتبار أنهم يملكون واحدا من الفرق القوية على مر التاريخ، ليس فقط لأنه متراص الصفوف، بحيث يتوفر على حارس جيد، وخطوط متناسقة، ومتكاملة، وتجيد لعب الأدوار الدفاعية والهجومية بتناغم، بل وأيضا لأنه فريق امتلك، مع مدرب الجديد بيب غوارديولا، التقنية الفنية التي كانت تنقصه إلى حد ما، وصار يلعب بها، فمزج بين الصرامة الجيرمانية، وبين السرعة العالية للبرصا، وبين فنية البرازيليين، ليصبح مخيفا لخصومه. يبقى أن الرجاء البيضاوي، الذي بلغ هذا المستوى المتقدم من العالمية، بات هو الآخر مخيفا لخصومه، سيما وقد شاهد هؤلاء، بعناية، مبارياته الماضية، واتضح لهم أنه ليس فريقا بالسهل مواجهته، ذلك أنه بدا مدافعا باقتدار على مرماه، فضلا عن أن حارسه خالد العسكري ظل ثابتا في منطقة الجزاء، وخط وسطه لم يكن مهلهلا، فيما كان هجومه حاضر البديهة، ولم يضيع الكثير من الفرص التي أتيحت له، على قلتها، ليستحق بذلك الوصف القائل إنه كان واقعيا وناجعا إلى أبعد حد. ولعل التصريحين الصادرين عن كل من كارل هاينز رومينيغهة، المسؤول في الفريق البافاري، وفرانك ريبيري، قلب هجوم البايرن، لموقع «فيفا»، بخصوص المباراة النهائية، يوضح إلى أي حد يدرك هؤلاء الأمان، من ناحيتهم، أن المواجهة لن تكون سهلة بالمرة، بما أن خصمهم يمتلك قوة ناعمة، ويستخرج في كل مرة سحره من جهة غير متوقعة، ويفاجئ منافسيه بإحراز الهدف من حيث لم يكن محسوبا. تبقى الإشارة إلى أن هذه المباراة، التي ستبقى خالدة في أذهان المغاربة، سنطلق في السابعة والنصف من مساء اليوم (السبت)، في ملعب مراكش، بشبابيك مغلقة، بعد أن بيعت كل التذاكر منذ فترة، ولم يتبق منها إلى 15 في المائة تركتها اللجنة المنظمة للدورة للاحتياط، فإذا بأغلبها تباع في السوق السوداء بأثمان تفوق قيمتها الفعلية كثيرا جدا، على اعتبار أن الملعب سيحتضن مباراتين في أمسية واحدة، الأولى بين جوانزي الصيني وأتلتيكو منيرو البرازيلي، عن الترتيب، والثانية بين الرجاء والبايرن، عن المركزين الأول والثاني.