لا يمكن لا لتكييف أرقام تقرير مالي أنجز من طرف خبير، ولا لتأجيل إعلان عجز بمالية نادي وفق معايير لا تدخل ضمن العمل التسييري الاحترافي أن يجعلا متتبعاً لوضعية الرجاء البيضاوي المالية، مقتنعاً بأن الفريق الأخضر برئاسة محمد بودريقة لولاية ثانية، يعيش أوضاعاً مالية مريحة ولم ينل التسيير الذي غابت عنه الحكامة في كثير من الأحيان من خزينته ملايير العجز وليس 300 مليون سنتيم. ورغم قلتها مقارنةً مع العدد الإجمالي للمنخرطين بالنادي، إلا أن الأعين الراصدة لطريقة عمل المكتب المسير للرجاء وكيفية تدبيره للشق المالي، لم تتوانى عن تقديم ملاحظات بخصوص التقرير المالي المعمم خلال الجمع العام العادي والاستثنائي الذي عقد بداية الشهر الحالي، حيث أوضح حينها جواد الأمين، المنخرط الحالي والمسير السابق للفريق الأخضر، أن مديونية الفريق تصل حالياً إلى حوالي 3 ملايير ونصف. وكان الأمين قد أبرز في تدخله خلال الجمع العام للنادي، أن العجز الحقيقي للرجاء البيضاوي يبلغ 3 ملايير و300 مليون سنتيم، ملياران و400 مليون مديونية للمزودين، إضافةً إلى 900 مليون سنتيم يدين بها البنك الذي تتعامل معه إدارة النادي الأخضر، فضلاً عن قيمة الشطر الثاني التي كان مرتقباً تسديدها في الثلاثين من يونيو الماضي دون أن يتم ذلك، والتي تفوق المليار سنتيم، وكذا مجموع الالتزامات المالية التي تنتظر الفريق، من بينها تغطية مصاريف معسكر تركيا والانتدابات والرواتب والمنح الخاصة بالموسم الكروي المقبل. وبدت أخطاء المكتب المسير للرجاء البيضاوي برئاسة محمد بودريقة جليةً في تدبير أمور الفريق المالية، عندما صرف أموالاً طائلة في انتدابات أغلبها فاشلة رغم أنها استنزفت الكثير من خزينة النادي دون استثمارها، مروراً بفسخ عقود اللاعبين عوض بيعهم، فالتوقيع لأبناء الفريق وفسخ عقودهم، ما يضيع على الرجاء تعويضات التكوين، ما جعل حتى الجماهير تتنبه لذلك، حيث أبدت غضبها من توالي فسخ عقود لاعبين انتقلوا بعد أيام لأندية كبيرة كما هو حال الكونغولي سيلفر كانفولا الذي انضم لصفوف أحد الأندية التركية. هي وضعية مالية ومقلقة للمكتب الرجاوي رغم تصنّع الارتياح، تجعل كل من يطمح للتغيير يستغني عن فكرة تولي مهام التسيير، إن أتيحت له الفرصة لذلك، خوفاً من ديون خفية وعجزاً أمام الديون الظاهرة.. لتعرض مالية الرجاء العليلة نفسها حالةً مستعجلة على مكتب بودريقة الذي لا زال لم يعلن عن تشكيلته، كأول التحديات لتجاوز أخطاء العامين الماضيين التي نالت من اسم الرجاء وقيمته محلياً وقارياً.