بات من المؤكد أن المنتخب الوطني المغربي سيتعذب كثيرا لبلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بعدما أصبح مضطرا لمجابهة كبار القارة الإفريقية وإسقاط جلهم من أجل تحقيق الإنجاز الذي غاب منذ سنة 1997، تاريخ حجز المنتخب للبطاقة التي ضمنت له آخر ظهور مونديالي بفرنسا 98 عقب الإطاحة بمنتخب غانا عبر رأسية خالد رغيب. تمركز المنتخب في الرتبة 22 على مستوى القارة في آخر تحديث للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لم يساعده على تفادي أحد كبار إفريقيا، إذ ورغم إعفائه من خوض الدور الأول من التصفيات إلا أنه سيتموقع في النصف "الأضعف" من منتخبات إفريقيا التي ستواجه أحد المنتخبات المحتلة للمراكز العشرين الأولى في مباراة فاصلة تلعب ذهابا وإيابا، بغرض التأهل إلى الدور التصفوي الأخير والذي سيعرف تقسيم 20 منتخبا الباقين على 5 مجموعات، على أن تتأهل الخمسة منتخبات المتصدرة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم. ورغم أن ترتيبا جيدا للمنتخب كان من شأنه إعفاء الفريق الوطني من خوض مباراة "قاسية" أمام أحد عمالقة إفريقيا، وتأجيل الحسم إلى دور المجموعات، إلا أن دوليين مغاربة سابقين اعتبروا أن الظرفية التي مر منها المنتخب منعته من تحقيق ذلك، كما حتمت عليه المرحلة الانتقالية التي دخلها في عهد الناخب الوطني بادو الزاكي خسارة بعض النقاط على مستوى الترتيب، مؤكدين أن حظوظ جميع المنتخبات تبقى متساوية حتى سحب القرعة. وأعرب الطاهر لخلج، الدولي المغربي السابق، في تصريح خص به "هسبورت" عن ثقته في قدرة المنتخب على التأهل هذه المرة بعد الغياب عن الأربع دورات الأخيرة، مؤكدا أن الزاكي وجد النواة التي ستمثل المنتخب خلال السنتين المقبلتين بعد تقديم مستويات لا بأس بها في المباريات الأخيرة. ورغم وجود منتخبات قوية من حجم الكوت ديفوار، غانا والجزائر ومنتخبات أخرى ممن بإمكانها خلق مشاكل كبيرة للفريق الوطني في حال أوقعتهما القرعة في الدور الثاني من التصفيات، غير أن لخلج أكد ثقته في الطاقم التقني للمنتخب، وعبر عن ارتياحه للطريقة التي يُسيّر بها الفريق الوطني، معتبرا في الآن ذاته أن المشكل الوحيد الذي قد يواجه المنتخب هو حاجته إلى بعض الوقت وإلى عدد من المباريات حتى يتم الانسجام. بدوره تبنى الدولي السابق عبد الكريم الحضريوي موقفا متفائلا، رغم صعوبة المهمة بالنسبة ل"أسود الأطلس"، مضيفا أن مسألة التأهل إلى كأس أمم إفريقيا أو كأس العالم "لم تكن بتلك الصعوبة سنوات التسعينيات، حيث كان المنتخب يتأهل عن جدارة وبدرجة أقل من الصعوبة مقارنة مع المشاكل التي وجدها المنتخب في السنوات الأخيرة". وأكد الظهير الأيسر السابق للمنتخب على ضرورة منح الطاقم التقني والمجموعة الحالية الوقت الكافي للتطور حتى لو تم حصد نتائج متوسطة على المدى القريب، مشيرا في الآن ذاته إلى أن التأهل لكأس العالم لا يعكس بشكل كامل مستوى المنتخب، مفضلا بناء فريق من القاعدة يتألق لسنوات بدل الاكتفاء بظهور متقطع في كأس العالم.