لم يسجل ليونيل ميسي اي هدف من اهداف منتخب الارجنتين الستة في مرمى البارغواي (6-1) في نصف النهائي من بطولة كأس الامم الاميركية الجنوبية (كوبا اميركا)، لكنه كان مهندس هذا الانتصار الكاسح والقاتل الصامت بعد ان كانت له اليد الطولى في جميع اهداف فريقه. نادرا ما يسجل فريق يلعب فيه ميسي ستة اهداف من دون ان يدون اسمه في سجل الهدافين، لكن هذا ما حصل بالفعل، لكن لا يهم اذا كان ميسي هو مصدر هذه الاهداف. حتى ابرز منتقديه الذين كانوا يقارنون بين نسبة الاهداف التي يسجلها في صفوف برشلونة (412 هدفا في 482 مباراة، اي بمعدل 85ر0 هدف في المباراة الواحدة)، مقارنة برصيده مع الارجنتين (46 هدفا في 102 مباراتين اي بمعدل 35ر0)، لم يتمكنوا من توجيه اي انتقاد هذه المرة. ذلك لان "لا بولغا" خاض افضل مباراة له في البطولة القارية وربما في قميص المنتخب الارجنتيني على الاطلاق، فقد كانت له اليد الطولة في الاهداف الستة وقام بثلاث تمريرات حاسمة ونجح في حسم الامور بسرعة لفريقه الذي اطاح بالبارغواي التي اخرجت البرازيل في الدور السابق. وقام قائد الارجنتيني بتنفيذ الركلة الحرة التي جاء منها هدف ماركوس روخو الاول (15)، ثم مرر كرة رائعة باتجاه خافيير باستوري ليضيف الهدف الثاني (22)، قبل ان يجد سيرخيو اغويرو الذي سجل الهدف الخامس. وخلال المباراة لمس ميسي الكرة 81 مرة فحول خمسا منها الى فرص حقيقية للتسجيل، وقام بثلاث تمريرات حاسمة. وقال ميسي "الامر اليوم لا يتعلق بخوض مباراة رائعة، كل ما في الامر باننا نجحنا في ترجمة الفرص التي سنحت لنا خلافا لما حصل في المباريات الاخرى". وكانت الارجنتين عانت الامرين ضد كولومبيا في الدور ربع النهائي حيث فشلت في ترجمة سيطرتها وتسجيل اي هدف قبل ان تحسم المباراة بركلات الترجيح 5-4. وكانت الارجنتين التقت الباراغواي قبل 17 يوما في دور المجموعات من كوبا اميركا وتقدمت عليها 2-صفر قبل ان تخرج الاخيرة بالتعادل 2-2. ويقول ميسي عن بلوغ فريقه المباراة النهائية "انها مباراتنا النهائية الثانية في مدى عام" في اشارة الى خسارة فريقه نهائي مونديال البرازيل 2014 امام المانيا صفر-1 بعد التمديد. ويامل ميسي ان يمنح منتخب بلاده لقبا يلهث وراءه منذ عام 1993 وقال في هذا الصدد "بالطبع اتمنى التسجيل في المباراة النهائية، لكن الاهم هو احراز اللقب". واعتبر مدرب الارجنتيني بان ميسي في قمة عطائه في الوقت الحالي معتبرا بان عدم تسجيله سوى هدف واحد في البطولة لا يقلقه على الاطلاق وقال "ليس لدي انطباع بان عدم تسجيله الاهداف يقلقه، بل على العكس ارى بانه سعيد. ليس بالضرورة ان تسجل الاهداف لكي تشعر بالسعادة". السعادة الحقيقة بالنسبة لميسي ستكون في رفع الكأس عاليا في سماء تشيلي ليحقق اول لقب كبير مع المنتخب الاول، علما بانه توج بطلا للعالم في فئة تحت 21 عاما عام 2005 وبالذهبية الاولمبية عام 2008.