الأهداف هي المتعة الحقيقية لكرة القدم، خاصة إذا كان على شاكلة الهدف التاريخي الذي سجله النجم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، في مرمى إنجلترا بنصف نهائي مونديال 1986 والذي سيظل في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة، ولكنها لا تكون دائما بهذه الروعة، وبطولة كوباأمريكا المقامة في تشيلي شاهدة على ذلك. فمن تابع مباراة الأمس التي جمعت بين جامايكا وباراغواي في ثاني جولات المجموعة الثانية بالبطولة، كان على موعد مع "هدف أبله" بوصف الألماني وينفرد شايفر، المدير الفني للمنتخب الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى. والهدف لمن لم يتمكن من مشاهدته جاء بصورة كوميدية، حينما لعب حارس مرمى منتخب جامايكا الحارس دواين كير دور "الليبرو"، حيث خرج من منطقة الجزاء وحاول ابعاد كرة طويلة برأسه، وهو ما نجح فيه، لكنها اصطدمت بقدم الباراغوائي إدجار بنيتيز لترتد مباشرة في شباكه. هذا ليس الهدف "الأبله" الوحيد من بين 24 هدفا شهدتها النسخة الرابعة والأربعين من بطولة كوباأمريكا حتى مباراة الأرجنتين وأوروغواي، التي انتهت لصالح "راقصي التانغو" (1-0)، فقد كانت منتخبات كبرى بحجم البرازيل ضحية لهذا النوع من الأهداف. ففي أولى مبارياتها بالبطولة أمام بيرو، وبعد مرور ثلاث دقائق فقط من بداية اللقاء، اهتزت شباك المنتخب البرازيلي بهدف "أبله" سجله كريستيان كويفا، الذي استغل خطأ من المدافع ديفيد لويز الذي مرر الكرة إلى حارسه جيفرسون تحت ضغط ليلعبها الأخير قصيرة وقطعها البيرواني قبل أن تصل للمدافع ويسكنها الشباك. ولكن بخلاف ما حدث مع المنتخب الباراجوائي، لم يحسم هذا الهدف نتيجة المباراة لصالح بيرو، حيث عادت البرازيل في النتيجة بعد دقيقتين من تأخرها، وفي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، يدرك السيليساو هدف الفوز في مباراة عصيبة. ورغم الأسماء الكبيرة التي تعج بها القائمة الأرجنتينية، خاصة في خط الهجوم، من عيار ليونيل ميسي وسيرخيو أغويرو، اللذين أبهرا الليجا والبرميير ليج بأهدافهما الرائعة، فإن هذا لا يمنع أن يكون أول أهداف "راقصي التانغو" في البطولة ضمن تلك القائمة. فقد سقط المدافع الباراغوائي ميجل ساموديو في خطأ اعادة كرة قصيرة إلى حارسه أنتوني سيلفا في ظل الضغط الأرجنتيني الكبير، وهو الأمر الذي توقعه أغويرو ليقطع الكرة قبل أن تصل إلى الحارس ويراوغه ويسكن الكرة الشباك معلنا أول أهداف المنتخب الأرجنتيني. كما لم تخل مباراة بوليفيا والإكوادور، أحد اللقاءات المثيرة في البطولة حتى الان، من هدف "أبله"، يتحمل مسئوليته قائد المنتخب الإكوادوري والتر أيوفي، حيث فقد الكرة بصورة غريبة على حدود منطقة الجزاء من الناحية اليسرى وتهيأ إلى مارتين سميدبيرج الذي يحزر ثاني أهداف منتخب بلاده الثلاثة في المباراة التي انتهت (3-2). وأقر المدافع الإكوادوري أن منتخب بلاده خسر تلك المباراة "بأخطاء طفولية" أسفرت عن أهداف تدخل ضمن قائمة "الأهداف البلهاء" التي نالت من كبرياء المنتخبات في كوباأمريكا.