أشبه بالمكيدة أو الحرب الغادرة ما عاشته البعثة المغربية المرافقة لنادي الرجاء البيضاوي في رحلته لمدينة سطيفالجزائرية، إذ بدت الأمور كأنها مدبرة بعدما أعاد أبناء بوتفليقة الضيافة بأسوء منها وعضو اليد التي مدت لهم باحسان بعدما حضوا باستقبال مشرف بالمغرب خلال مباراة الذهاب من عصبة أبطال إفريقيا، ليكون استقبال الجزائريين لجيرانهم بالعصي والحجر. مباراة الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف لم تعرف فقط اشتباكات بين الجماهير كما تم توقعه، بل إن الأيادي الجزائرية "الهمجية" طالت كل الصفات بما فيهم اللاعبين ورئيس النادي والأطر وحتى الصحافيين حيث كشف نوفل العواملة مقدم برنامج "بطولتنا" بقناة "ميدي1تي في" الذي رافق "النسور" في هذه الرحلة في تصريح ل "هسبورت" قائلا "كلشي كلا لعصى وأنا أولهم، أشك في أن الأمور حدثت بشكل مباغث وعفوي فكل شيء يبدو مدبرا، والمتواجدون هناك كانوا يملكون تعليمات باللجوء إلى العنف تجاه المغاربة". وأوضح نوفل ما حصل معه منذ وصوله حيث تفاجأ قي اليوم التالي بحضور الشرطة ورئيس بلدية العلمة حيث يتواجد الفندق، يستفسرون منه عن الصورة التي نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، ويبحثون عن سبب تداول الصورة المذكورة في العديد من الصفحات تحت عنوان "حلب الجزائرية" في استهزاء من الجماهير على المكان الذي يقبع فيه فندق الرجاء والأشبه بزقاق مهجور بأحد البلدات الفقيرة، حيث كشف الإعلامي المغربي للشرطة أنه لا يملك علاقة بتسريب الصورة والتعليقات المرفقة لها في المواقع الإعلامية والشبكات الإجتماعية، بينما نشرها هو بشكل عادي وبتجرد من أي نوايا حيث كان هدفه أن يتشارك مع جماهيره مكان تواجده لا أكثر. وأردف العوالمة في تصريحاته ل "هسبورت" أن يوم المباراة صدم من العدائية والنظرات الموجهة له من طرف الإعلاميين الجزائرين اللذين تقاسموا معه منصة الصحافة، حيث كشف قائلا "هؤلاء ليسوا بصحفيين بل أشك أنهم بلطجية مندسين، لأنه بمجرد أن لمحت محمد بورديقة يتعرض للاعتداء حاولت القفز من السور للوصول إلى مكانه قبل أن تتم محاصرتي من طرف تسعة أشخاص أرادوا الاعتداء عليّ بالقوة وحاصروني في مكان معين، هذا الشيء دفع بالسائق الخاص بي في هذه الرحلة للتدخل بيني وبينهم لكنه قوطع من طرف الشرطي الذي طالبه بالتراجع للوراء قائلا "إذا اقتربت سأرميك في السجن أنت جزائري خليك مع أولا بلادك"، ليظهر هنا تواطؤ رجال الأمن في هذا الشغب بحيث قال أحد الشرطيين "حل ليهم الباب يقتلوهم". وأكد العواملة أن الأمور في هذه المدينة التي تبدي ولاء كبيرا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن كل القائمين هناك من أمن ومسؤولين ومسيرين وجمهور ورياضيين كانوا يطمحون إلى استفزاز المغاربة والاعتداء عليهم بشكل علني لتصعيد المواقف بين البلدين لأن الأمور كانت أكبر من خلاف على نتيجة مباراة كرة القدم، فطيلة المقابلة وأنصار سطيف يهتفون "الجيش والشعب معاك يا حمار"، في إشارة إلى أن الشرطة في مساندة رئيس وفاق سطيف هذا الأخير الذي يعد أبرز المساندين للنظام في الجزائر. وكان الرجاء البيضاوي قد غادر المنافسة على لقب عصبة أبطال إفريقيا بالأمس عندما خسر في مباراة الذهاب أمام وفاق سطيفالجزائري في مباراة نارية، عرفت صراعا قويا على مستوى المستطيل الأخضر، وشهدت اصطدامات بين جمهور الرجاء والشرطة الجزائرية بعدما تعرضت كل عناصر الوفد المغربي للعنف والضرب من طرف الجمهور الجزائري والشرطة.