سيقف التاريخ كثيرًا أمام قرار أندريا أنييلي بالإستغناء عن خدمات أيقونة يوفينتوس اليساندرو ديل بييرو وإبعاده عن تشكيلة الفريق، وبالرغم من إنجازات رجل الأعمال الايطالي مع السيدة العجوز إلا أن عشاق البيانكونيري لن ينسوا هذا القرار أبدًا بإعتباره نقطة سوداء في سجل إدارة الرجل للسيدة العجوز . فبعد قضائه 19 عامًا في صفوف الفريق قدم خلالها كل ما يمكن تقديمه قررت إدارة النادي إبعاده عن مكانه الذي يعشقه منذ الصغر، طريقة الإبعاد أثارت موجة من غضب العشاق وأسالت الكثير من الدموع، فلم يكن لأحد ان توقع خروج اليكس من جدران يوفينتوس حتى بعد الإعتزال واعتبروا أن مكانه في الطاقم الفني أو الإداري غير قابل للمساس أبدًا، وربما يكون هذا العشق هو المحرك الأساسي لغيرة انييلي الذي اشتهر برفضه أن تكون هناك مكانة كبيرة داخل قلوب عشاق السيدة العجوز لأي احد سواه ! واختلف الآراء حول رحيل اليكس ما بين مؤيد لقرار الإدارة التي اعتبرت أن اللاعب أصبح عبئًا فنيًا على الفريق ولم يعد قادرًا على العطاء، وأن موعد الإعتزال قد حان ولم تعد هناك أي وسيلة لتأجيله أو الفرار منه، بينما كان رأي السواد الأعظم من عشاق السيدو العجوز مغايرًا واعتبروا أن خروج اليكس من صفوف قلعة البيانكونيري مهزلة لا يمكن تمريرها بسبب تاريخه الطويل وانجازاته الكبرى مع الفريق طوال مسيرته . تعددت رموز الوفاء في تاريخ الكرة الايطالية.. وهي السمة المميزة لبلاد الكالتشيو التي تتميز بها عن جميع الدوريات الأخرى، فمن النادر أن نشاهد مثل هذا العشق المتبادل بين النجوم والجماهير لفريق واحد، ويكفي الإشارة إلى نموذج توتي مع روما وزانيتي مع انتر ومالديني وفرانكو باريزي مع ميلان، إضافة إلى دي ناتالي مع أودينيزي وغيرهم الكثير، ولذلك كان لخروج ديل بييرو من صفوف يوفينتوس وقعًا مؤلمًا لجميع عشاق ومحبي الفريق الذين لم يخطر ببالهم مطلقًا أن يشاهدوا نجمهم الأول يرتدي قميصًا بغير ألوان الأبيض والأسود . ورغم مغادرة اليكس لصفوف السيدة العجوز منذ عام 2012 إلا أن عشاق الفريق لا تفوتهم مناسبة دون الإشارة اليه، قبل أي مواجهة بين يوفينتوس وأي منافس آخر تكون ذكريات ديل بييرو صاحة المركز الأول في أذهان العشاق، ويكفي مراقبو ما يفعله جمهور الفريق في ماريات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، فعندما أوقعت القرعة السيدة العجوز أمام بوروسيا دورتموند لم يجد جماهيرها إلا كعب اليكس في نهائي نسخة 1997 وهدفه التاريخي في شباك المنتخب الالماني في قبل نهائي مونديال 2006 على ملع سيغنال ايدونا بارك، وشاءت الاقدار أن يواجه يوفينتوس فريق موناكو في ثمن النهائي ليتغنى عشاق الفريق بثلاثية ديل ييرو في شباك فريق الإمارة الفرنسية في نسخة دوري الأبطال عام 1998 عندما انتصر يوفينتوس بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، والآن يستعد الفريق لمواجهة ريال مدريد في نصف النهائي ولا يجد عشاق البيانكونيري أجمل من أهداف ديل بييرو التي طالما مزق بها شباك النادي الملكي في المواجهات التاريخية السابقة . قد يكون أنييلي محقًا في الإستغناء عن اليكس لأسباب فنية، قد يكون نجح في تجريده من رقم 10 وإقصائه من قائمة الفريق، ولكنه لم ولن ينجح أبدًا في حذف إنجازات اليكس وإبداعاته قميص البيانكونيري من ذاكرة عشاق الفريق مهما حدث، سيظل اليكس علامة مضيئة بارزة في مسيرة السيدة العجوز التاريخية رغم أنف أنييلي، فهكذا تكون الأساطير.. تظلمها الإدارات أو أجهزة الإعلام وينصفها التاريخ والعشاق .