عداد الموت الناتج عن محرقة طانطان مازال في تصاعد، مضيفا في لائحة الضحايا اسم حسناء أكورام الطفلة التي تشبتت بالحياة ليومين قبل أن تلتحق بزملائها ورفاقها في رحلة الموت صباح أمس تاركة جرحا أكبر بعائلة عاشت على أمل عودت ابنتها من كبوس الفاجعة حتى وان عاشت معطوبة بتشوهات وحروق. الطفلة حسناء التي نقلت اليوم الجمعة إلى المستشفى العسكري بمدينة مراكش لم يتحمل جسدها الصغير آلام الحروق من الدرجة الثالثة ولم تقوى على التمسك أكثر بهذه الحياة التي جردتها من 19 من رفاقها بعدما كانوا قبل أسبوع يعيشون طفولتهم خلال مشاركتهم في دورة الألعاب المدرسية بمدينة بنسليمان قبل أن تحجز لهم الأقدار رحلة بلا عودة إلى العالم الآخر وحرمتهم حتى من النظرة الأخيرة في وجه آباء مزالت تخيم عليهم أثار الصدمة وأمهات جريحات القلب معطوبات المشاعر في خاطرهم فكرة واحدة، تقول ياريت الزمن يعود للخلف لما سمحنا لفلدات أكبادنا بالسفر. عائلة حسناء الشهيدة العشرون بين أطفال بعثة الشباب والرياضة، تذوقوا الموت مرتين الأولى بعد خبر الفاجعة والثانية بعد مغادرة ابنتهم لهذه الحياة ليكون عزاؤهم الوحيد أنهم تسلموا جتتها وألقوا عليها تحية الوداع، بينما حرم أهالي باقي الأطفال من نظرة أخيرة في ملامح أطفالهم التي تفحمت وباتت رماد متناثر. حادث الحافلة التي اصطدمت بالشاحنة يوم الجمعة الماضي مخلفة 34 قتيلا جلهم أطفال، في انفجار مازالت أسبابه مجهولة، قد يعد أكثر وأبشع مشهد عاشته الطفولة في المغرب حيث لم يؤرخ هذا البلد قبلا فاجعة اغتصبت ضحكة الملائكة بهذه الصورة المؤلمة والمتفحمة.