توج الدراج البولوني طوماس مارزينسكي، المحترف في فريق توركو سيكير سبور التركي، بطلا للدورة ال 28 للدورة من طواف المغرب لسباق الدراجات، التي نظمت في الفترة ما بين 3 و12 أبريل الجاري، حيث نال القميص الأصفر في أعقاب المرحلة العاشرة والأخيرة التي ربطت أمس الأحد بين مدينتي الرباط والدار البيضاء (120 كلم). وقطع مارزينسكي مسافة 1546 كلم، وهي المسافة الإجمالية لطواف هذه السنة والتي عرفت مشاركة 123 دراجا مثلوا 22 من الفرق الوطنية والدولية من إفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا، في صدارة الترتيب العام النهائي الفردي (القميص الأصفر) بمجموع 33س و22د و39ث، وتقدم الدراج البولوني بفارق ثماني ثواني على الروسي فلاديمير غيسيف دراج فريق سكاي ديف دبي الإماراتي (33س و22د و57ث) والمغربي أنس آيت العبدية المنتخب الوطني (حرف ألف)، الذي سبق له أن ارتدى القميص الأصفر في المرحلتين الخامسة (جرسيف - وجدة) والسادسة (وجدة - الناطور)، بفارق 1د و30ث (33س و24د و19ث). وتألق الدراج البولوني، الذي احترف رياضة الدراجات منذ 2007، بشكل ملفت في طواف هذه السنة، المنظم من طرف الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية المغربية الأولمبية والمندرج ضمن برنامج الاتحاد الدولي للدراجات (سباقات الدوري الإفريقي - أفريكا تور)، وفاز بثلاث مراحل (سطاتمراكش وخنيفرة فاسوالناظور - الحسيمة) من أصل عشر مراحل وكان دائم الحضور ضمن كوكبة السباق منذ انطلاقته من مدينة سطات وإلى غاية المرحلة الأخيرة بالدار البيضاء. وشد مارزنسكي انتباه جميع المشاركين، بعزمه وإصراره على ترك بصمته وتدوين اسمه في سجل الأبطال الذين سبق لهم أن توجوا بطواف المغرب، حيث يعتبر أول بولوني يحرز اللقب، بعدما كان مواطنوه زيبينييف غورسكي ومارتين سابا وسلافومير كوهوت وبارتولومي ماتزياك قد حلوا في المركز الثاني على التوالي سنوات 1971 و2004 و2008 و2009، وكومي ساروك ومارتين ليفاندوفسكي، اللذان صعدا إلى منصة التتويج كصاحبي المركز الثالث سنتي 1985 و2001. ومما أكسب مارزنسكي، الذي احترف رياضة الدراجات منذ 2007، احترام قافلة الطواف كونه فقد القميص الأصفر ثلاث مرات ونجح في استرجاعه في المرحلة الرابعة من الروسي فلاديمير غيسيف (سكاي ديف دبي الإماراتي) وفي المرحلتين الخامسة (جرسيف - وجدة) والسادسة (وجدة - الناظور) من الدراج المغربي أنس العبدية (المنتخب الوطني حرف ألف). ويدين مارزنسكي بهذا الإنجاز إلى زملائه في فريق توركو سيكير سبور التركي، الذين أبانوا عن احترافية عالية وانسجام وانضباط كبيرين وتطبيقهم الدقيق لتعليمات مدربهم الفرنسي ليونيل ماري، الشيء الذي مكنهم من التحكم والتواجد في قافلة الطواف منذ انطلاقته وفي جميع المراحل سواء في المسارات المنبسطة أو في المرتفعات والمنحدرات. وفي الترتيب العام النهائي حسب الفرق، حافظ فريق سكاي ديف دبي الإماراتي، الذي يضم بين صفوفه مجموعة من الدراجين المحترفين بين بينهم المغربيين سفيان هدي وعادل جلول، على مركزه في الصدارة، التي احتكرها منذ المرحلة الأولى، رفعا رصيده إلى 100س و15د و26ث بفارق 3د و3ث أمام فريق توركو سيكير سبور في المركز الثاني (100س و18د و29ث). أما المنتخب المغربي حرف (ألف)، الذي يتشكل من عناصر شابة وواعدة، فأنهى مشاركته في المركز الثالث (100س و20د و47ث)، علما بأنه تقاسم المركز الأول مع الفريق الإماراتي طيلة المراحل الست السابقة من الطواف، قبل أن يتراجع في المرحلة السابعة (الناظور - الحسيمة). وحسم الفرنسي جولي جوستان (فيرون كلاسيك البلجيكي)، الذي كان من بين الأسماء التي تركت بصمتها في الدورة ال28 لطواف المغرب، في أمر صدارة الترتيب العام بالنقاط ونال القميص الأخضر برصيد 79 نقطة رافعا الفارق بينه وبين مطارده المباشر مارزنسكي (الثاني ب68 نقطة) إلى 11 نقطة، فيما حافظ المغربي سفيان هدي على مركزه الثالث (53 نقطة). وتألق الدراج المغربي أنس آيت العبدية (المنتخب المغربي حرف ألف) ونال القميص الوردي، المخصص لأفضل دراج شاب، الذي احتكره منذ المرحلة الأولى (سطات - مراكش) بمجموع 33 ساعة و24 دقيقة و19 ثانية، متقدما عن أقرب مطارديه التونسي علي النويصري (منتخب تونس) بفارق 8د و10ث وعن الإرتيري أمانويل مينغيس (منتخب إرتيريا) صاحب المركز الثالث ب8د 45ث. وفي الترتيب العام النهائي للنقاط الساخنة (السرعة)، سيطر الدراجون المغاربة على المراكز الأربعة الأولى، حيث عاد اللقب لسفيان هدي (سكاي ديف دبي الإماراتي) برصيد 44 نقطة، متبوعا بمواطنيه السعيد أبلواش (المنتخب الوطني حرف ألف) برصيد 39 نقطة وطارق الشاعوفي (المنتخب الوطني الأولمبي) ب38 نقطة وأنس آيت العبدية (17 نقطة). ومن جانبه، حافظ الدراج المغربي طارق الشاعوفي على مركزه في صدارة ترتيب أحسن دراج متسلق (القميص المنقط بالأبيض والأحمر)، مناصفة مع البرتغالي ليموس بينطو إدعار ميغيل (سكاي ديف دبي الإماراتي)، برصيد 31 نقطة لكل منهما، متبوعين في المركز الثالث بدراج منتخب إرتيريا طيسفوم أوكوباميام (18 نقطة). وتبقى النتائج التي حققتها المنتخبات المغربية الثلاث (حرف ألف والأمل والأولمبي) جد إيجابية ومشجعة وذلك بالنظر لصغر سن جل عناصرها ونقص عنصر الخبرة، خاصة مع غياب العميد محسن لحسايني (بطل 2011 ووصيف 2014)، إلى جانب قوة واحترافية دراجي الفرق المشاركة. وعرفت دورة هذه السنة غياب دراجي فرنسا وفي مقدمتهم حاملي لقبي الدورتين الماضيتين (2013 و2014) على التوالي مانيو بيرجيت وجوليان لوبيت، علما بأن الدراجة الفرنسية سبق لها أن أحرزت لقبين آخرين بفضل كلود مانيي (1971) وريجيس سيمون (1993). كما غاب عن الدورة ال28 الدراج المغربي محسن لحسايني، حامل لقب دورة 2011 ووصيف النسخة الماضية، الذي يتماثل إلى الشفاء بعد الكسر الذي تعرض له على مستوى الكتف خلال مشاركته الأخيرة مع المنتخب المغربي (حرف ألف) في طواف أميسا بونغو بالغابون. يذكر أن طواف المغرب للدراجات، الذي يعتبر تراثا لاماديا للمغرب والمغاربة، سيبلغ السنة المقبلة عامه المائة، بعد أن أقيمت أولى دوراته في حلته الأصلية (5 مراحل) سنة 1916، قبل أن يتحول إلى 15 مرحلة سنة 1937، ثم 17 مرحلة في سنتي 1962 و1993. ويبقى الرقم القياسي في عدد الفوز بألقاب هذا الطواف دائما في حوزة الدراج المغربي الأسطورة المرحوم محمد الكورش الذي أحرز ثلاثة ألقاب سنوات 1960 و1964 و1965. واكتسى طواف هذه السنة، الذي جرى كعادته في 10 مراحل، أهمية خاصة، ذلك أن نقطه تعتبر مؤهلة للألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو البرازيلية وبطولة العالم لسباق الدراجات. وعرفت الدورة ال 28 مشاركة 23 بلدا هي، بالإضافة إلى المغرب (البلد المنظم) الذي كان ممثلا بثلاثة فرق، إسبانيا وبلجيكا والعربية السعودية والإمارات العربية (فريقين) ومصر وتركيا والكوت ديفوار وإيطاليا وألمانيا وهولندا وسويسرا وإريتريا والنرويج والسويد والإيكوادور وتونس والجزائر وجيبوتي.