على بعد ست دورات فقط على إسدال الستار عن بطولة الموسم الجاري، بدأت تظهر بشكل واضح معاناة نادي الرجاء البيضاوي على مستوى الدوري المحلي، بعد فقدانه نسبة كبيرة من حظوظه في التتويج بدرع الدوري المغربي للمحترفين الذي فقده الموسم الماضي في الدورة الأخيرة. مشاكل تقنية بالجملة أرخت بظلالها على أبناء المدرب البرتغالي خوصي روماو، الذي عجز عن إعادة توهج مونديال الأندية للرجاء، كما فشل في تحقيق نتائج أحسن مما حصده من سبقه في الإدارة الفنية للخضر، الجزائري عبد الحق بن شيخة. تراجع كبير في مستوى "النسور" وخسارات متتالية في عقر الدار أمام أندية المغرب التطواني، الدفاع الحسني الجديدي ثم حسنية أكادير، أججت غضب الجماهير الخضراء التي قرعت ناقوس الخطر وطالبت بإحداث تغييرات جذرية في مجموعة من المناصب على مستوى الإدارة التقنية للفريق والمكتب المسير للنادي. نجوم الزمن الجميل للنادي الأخضر شاطروا جمهور الرجاء بعض الاقتراحات ورفضوا أخرى، إلا أنهم وفي تصريحات خاصة ل"هسبورت" أكدوا ضرورة إعادة النظر في مجموعة من التفاصيل التي تخص استراتيجية النادي على المدى القريب والمتوسط، والتي من شأنها تغيير أمور كثيرة بالنادي. بكّاري: أمور كثيرة وَجَب أن تتغيّر أوضح اللاعب السابق للرجاء ومدرب أمل النادي الموسم الفارط، أن هناك مجموعة من الأمور التي وجب تغييرها في رجاء هذا الموسم، حتى تستعيد هيبتها وهيمنتها على البطولة المحلية، أولها إعادة النظر في الطاقم التقني الحالي، "الذي أبان عن عجز واضح في خلق التجانس بين اللاعبين وإيجاد التركيبة التي بإمكانها تحقيق الانتصارات". بكاري لم يحمل المسؤولية للطاقم التقني لوحده، بل طالت انتقاداته سياسة الانتدابات التي يعكف على إعادتها صيف كل عام المكتب المسير الحالي، وذلك من خلال انتداب لاعبين بالجملة، دون أن يتمكنوا من إعطاء الإضافة للمجموعة الرجاوية، أو على أقل تقدير كسب الرسمية داخل النادي. اللاعب السابق للرجاء أكد ضرورة بحث النادي على مدرب بإمكانه خلق نوع من التجانس بين اللاعبين المميزين الذين يتوفر عليهم الفريق، وخريجي المدرسة، "قصد الحفاظ على هوية النادي الأخضر وسط المجموعة، وضمان قتالية أكبر دفاعا على القميص الذي قلما يهزم أكثر من مرة بمركب محمد الخامس في الموسم الواحد"، يضيف بكاري. فهمي: "النّْفْس الحارّة" غَابت عن رجاء هذا الموسم من جانبه اعتبر عبد الإله فهمي، صخرة دفاع نادي الرجاء سابقا، أنه من الضروري إحداث تغييرات على مستوى الإدارة الفنية للنادي الصيف المقبل، والعمل على تصفية التركيبة البشرية الحالية للفريق، وتطعيمها بشبان النادي المتألقين في عدد من الأندية الوطنية. فهمي أشار إلى ميزة الاعتماد على مدرب يشبه الداهية الأرجنتيني أوسكار فيلوني في طريقة عمله، وذلك بإقحام المواهب الشابة داخل التشكيل الرجاوي وإعطائها الثقة، وتدعيم ذلك بعدد من الأسماء من ذوي الخبرة، وذلك قصد خلق التوازن والحفاظ على تمثيلية مدرسة النادي بالفريق الأول. واعتبر المدافع السابق للرجاء أن الوقت ما زال بيد مسؤولي النادي من أجل مناقشة الظرفية الحالية بطريقة ذكية، ومحاولة بلوغ دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، من أجل التمهيد لانطلاقة جديدة وقوية للفريق الصيف المقبل.